شهدت منطقة المال والأعمال في وسط لندن فقدانًا في قيمتها السوقية يصل إلى نحو مليار جنيه استرليني (1.25 مليار دولار)، وذلك نتيجة انخفاض الطلب على المكاتب ورحيل عدد كبير من الشركات والبنوك الرائدة.
أعلنت مجموعة "كناري وارف"، التي تمتلك وتدير منطقة الأعمال هذه، أن انتشار عمل البعيد من المنزل بعد جائحة كورونا كان أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الفقدان الكبير في قيمة المساحات المكتبية.
كشف تقرير سنوي للمجموعة أن قيمة محفظتها العقارية انخفضت بشكل ملحوظ من 5.26 مليار جنيه إسترليني في عام 2022 إلى 4.34 مليار جنيه إسترليني في عام 2023، وسط اتساع موجة من عمليات التخارج الكبيرة.
رحلت العديد من الشركات الضخمة من المنطقة المالية في وسط لندن، بينما أعلنت أخرى عزمها على المغادرة، مما يشير إلى انخفاض الجاذبية التجارية للمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد كشف تقرير أن أرباح الشركة قبل الضرائب انخفضت بشكل كبير، وتحديدًا من 40 مليون جنيه إسترليني في عام 2022 إلى 28 مليون جنيه إسترليني في عام 2023.
مع ذلك، لم تكن جميع الشركات ترغب في المغادرة، حيث أعلنت بعضها، مثل "مورغان ستانلي" و"باركليز" و"سيتي بنك"، عن نيتها في البقاء.
تظل منطقة المال والأعمال في وسط لندن تكافح من أجل استعادة الجاذبية بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث لا يزال العديد من الموظفين يفضلون العمل عن بُعد، مما دفع الشركات الكبرى إلى تقليص حجمها في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن هذا الانخفاض في الطلب على المكاتب ليس محصورًا في لندن فقط، بل يُلاحظ في جميع أنحاء أوروبا، حيث تتزايد شعبية المناطق التاريخية الراقية على حساب المناطق المالية الرئيسية.
من جهتها، تسعى مجموعة "كناري وارف" إلى تحويل بعض المباني إلى مساحات مختبرية وتحويل نفسها إلى مركز لعلوم الحياة، بينما تعمل على تعزيز عروضها السكنية.