قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الخميس، إن ما يقرب من 30 دولة أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس.
مجموعة بريكس
حيث أعلنت مجموعة بريكس رسميا عن ضم دول أعضاء جديدة في قمتها عام 2023، وهو ما يمثل أول توسع لها منذ انضمام جنوب أفريقيا في عام 2010.
وبالإضافة إلى الأعضاء المؤسسين وهم البرازيل وروسيا والهند والصين، تضم المجموعة الآن أيضا مصر وإثيوبيا وإيران، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية.
حصار الدولار الأمريكي
وبدأت كل من روسيا والصين خطوات لـ حصار الدولار الأمريكي وتقليص دوره كعملة دولية تتحكم في اقتصاديات العالم من خلال سعي الدولتين إلى اعتماد عملة جديدة مدعومة بالذهب، بهدف نزع الصفة من الدولار الأمريكي كعملة احتياطية أولى عالميًا ومهيمنة بلا منازع على نظام التجارة العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكنّ هل يمكن حقًا تحييد الدولار الأمريكي كعملة أولى ورئيسة في سوق المال العالمي، وهو الذي يتم فيه استخدام أكثر من 80% من جميع معاملات الصرف الأجنبي.
ورغم أن الاتجاه نحو تقليل روسيا الاعتماد على "ملك العملات" بدأ بعد أزمة 2008، عندما أظهر النظام المالي الأحادي القطب نقاط ضعف وألحق الضرر بالتجارة والإنتاج وتشغيل العمالة؛ فإنه مع اشتداد العقوبات الغربية ضد موسكو، بدأت الأخيرة عملية إلغاء "الدولرة" في سياق ربط الدولة بين القوة المالية والقوة الجيوسياسية، وعلى قاعدة أن محاولات التنمية وتقوية الجيش وتطوير التقنية والحفاظ على قوة عاملة منتجة، يتطلب وجود قاعدة اقتصادية متينة.
تقليم أظافر الدولار
حيث جرت نقاشات جادة بين الصين وروسيا بالفعل لدمج أنظمتهما المالية، حيث أكدت موسكو لبكين أنها مستعدة لاستخدام اليوان في احتياطاتها من النقد الأجنبي لتسريع العملية.
التبادل التجاري
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 87 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 100 مليار دولار هذا العام، وفقا لما نقلته وكالة الانباء الروسية "تاس".
وفي رده على تصريحات بوتين، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ: "إننا نعلم إنك تولي اهتماما كبيرا لتنمية العلاقات الروسية الصينية".
وأكد الجانبان، الروسي والصيني، الاهتمام باستخدام العملات المحلية بنشاط أكبر في التبادل التجاري، وقال بوتين: "إن هذا سيعزز استقرار الخدمات البنكية لعمليات الاستيراد والتصدير، في ظل ارتفاع المخاطر في الأسواق الدولية".
هيكل بديل للدولار الأميركي
من جانبه، يقول الرئيس التنفيذي بمركز كروم للدراسات في لندن، الدكتور طارق الرفاعي، في تصريحات صحفية: "تاريخياً جميع العملات الأساسية لم تظل عملات أساسية إلى الأبد، فالدولار الأميركي نفسه أصبح عملة احتياطي عالمي بعد الحرب العالمية الثانية، بعد أن حل محل الجنيه الإسترليني".
ويشير إلى أن هناك كثيراً من الدول (لا سيما روسيا والصين) ودول أخرى مختلفة ترى أن هناك خطراً على اقتصاداتهم بسبب اعتماد الاقتصاد العالمي على الدولار، وبشكل خاص في ضوء التطورات الجيوسياسية التي يشهدها العالم حالياً، وبالتالي فإن ثمة اتجاهاً للاعتماد على عملات مختلفة.
ويتابع الرفاعي: "ومع هذا فإن الكثيرين ربما يتوقعون أن السنوات القليلة المقبلة سوف تشهد انهياراً للدولار، وهذا غير صحيح، لأن التغيير من عملة إلى عملة ثانية أو سلة عملات لا يحدث في يوم وليلة، بينما الأمر يستغرق سنوات عديدة لثبات استقرار العملة البديلة أو الهيكل البديل للدولار".
ويشير إلى "عملة البريكس" على سبيل المثال، وغيرها من محاولات الخروج من هيمنة الدولار، من بينها اعتماد اليوان الصيني، لكن اليوان عموماً مرتبط بالدولار ولا يعتبر عملة مستقلة، وكذلك العملات في دول الخليج مرتبطة بالدولار.