صحة العاملين واستدامة العمل .. ركيزتا "أكام" لمواجهة "كورونا"


الاثنين 13 ابريل 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أهمية كبرى توليها شركة "أكام للتطوير العقاري" لجميع الموظفين والعاملين لديها سواء بالمواقع الإدارية أو الإنشائية؛ إيمانًا منها بأن استكمال التنمية المنشودة وسيلة، أما الغاية الأسمى فهي الحرص التام على جميع موظفيها، بما يضمن سلامتهم في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وفي هذا السياق، اتخذت الشركة العديد من الخطوات الاستباقية والتدابير الاحترازية طبقًا لمعايير وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية بما يضمن سلامة وصحة الموظفين والعمال لديها، من خلال توفير جميع المسلتزمات وإجراءات التعقيم لتخطى هذه الأزمة الصعبة.

وخلال جولة نظمتها الشركة لرصد عملية التعقيم والتطهير بمواقعها الإنشائية والتأكد من سير العمل وفقًا للإجراءات التي أقرها مجلس الوزراء المصري، ومتابعة تنفيذ مشروعها المميز "سيناريو" بالعاصمة الإدارية.

أكد المهندس عصام منصور رئيس مجلس إدارة شركة "أكام" للتطوير العقاري، أن من أولويات الشركة، التي تضعها نصب أعينها هي صحة الموظفين والعاملين لديها، حيث قررت منذ اليوم الأول من الإعلان عن فيروس كورونا، تأمين جميع العاملين لديها والحفاظ على سلامتهم، وصاحب ذلك سير العمل وبشكل طبيعى داخل مواقع الشركة الإنشائية خصوصًا فى مشروعها بالعاصمة الإدارية «سيناريو».

وأضاف المهندس عصام منصور، أن الشركة تعتبر من أولى الكيانات العقارية التي نجحت في التحكم الكامل في موقع العمل، من خلال الإجراءات التي اتبعتها فيما يخص الموظفين، والتي اعتمدت فيها على تشغيل الشركة بطاقة لا تتخطى 10% من إجمالي الموظفين بالمواقع الإدارية لديها، حيث أتاحت إمكانية العمل من المنزل لـ90% منهم، لتجنب تزايد الأعداد في أماكن العمل، بالإضافة إلى منح إجازة مدفوعة الأجر منذ بداية مارس الماضي، للموظفين الذى تزيد أعمارهم على 50 عامًا، كما تعهدت بالوقوف جنبًا إلى جنب معهم ومنحهم رواتبهم الشهرية وإرسالها قبل موعدها إليهم.

وأوضح المهندس عصام منصور، أن الشركة لا تفكر إطلاقًا في خفض عدد العمالة لديها، لاسيما أنها تدرك جيدًا أهمية هذه الفترة العصيبة التي تتطلب الوقوف إلى جانب موظفيها والحفاظ عليهم، موضحًا أنه يتم التعامل مع الأزمة بشكل علمي، وتقديم كل سبل الدعم المناسب، ولفت إلى أن إدارة الشركة قامت بتشكيل لجنة لإدارة الأزمات منذ اليوم الأول من الأزمة واتخذت جميع التدابير وفقًا لرؤية معدة مسبقًا، بجانب المتابعة اليومية لكل ما يدور ورفع تقرير يومي لرصد كل ما يحدث والتطورات التي تشهدها مصر والعالم لهذه الأزمة.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة "أكام" للتطوير العقاري، أن الإدارة الهندسية بـ «أكام» هي التي تتحمل العبء الأكبر في هذه الفترة، خاصة أنها المسئولة عن جميع الأعمال التي تتم بموقع الشركة حاليًا، لافتًا إلى أن الحقيقة التي لابد أن نؤمن ونعترف بها أن الفترة الحالية تحتاج إلى استكمال الأعمال دون الضرر بصحة المواطنين.

مضيفًا، أن الشركة خفضت عدد المهندسين العاملين بموقع العمل بمشروعها «سيناريو»، بجانب إعداد فريق متخصص بإجراء الكشف الطبي على العاملين بالمشروع،  كما  تقوم بالمتابعة بشكل دوري ومنتظم للحالة الصحية لجميع العمال بالموقع عن طريق أخذ عينة عشوائية لتوقيع الكشف الطبي للاطمئنان على صحتهم بشكل يومي، كما قامت الشركة بالتعاون مع شركة المقاولات التي تقوم بتنفيذ «سيناريو» بتوفير «أماكن مبيت» للعمال بموقع العمل، وتم تجهيزها على أعلى مستوى، حيث تتوافر فيها كل متطلبات الحياة، وإمدادها بجميع أدوات التعقيم، فضلًا عن التزام وحرص الشركة بكامل معايير الصحة والسلامة التي أقرتها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.

ونوه إلى أنه من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الشركة لسلامة العاملين، إنشاء «خلاطة مركزية» لإنتاج مستلزمات المادة الخرسانية المستخدمة في عملية البناء بهدف عدم اللجوء إلى أي خامات مستخدمة من الخارج، كما تم تخصيص إدارة يقتصر دورها على عملية التأمين والاطمئنان على صحة العمالة الموجودة بالمشروع.

وأشار إلى أن الشركة قامت أيضًا بتوفير جميع المستلزمات الطبية التى تبث الطمأنينة لدى العاملين بموقع العمل، والتى تتمثل فى أدوات التعقيم وأجهزة قياس دراجات الحرارة بشكل منتظم لأكثر من 4 مرات يوميًا، أما فيما يخص موظفى الشركة بالمواقع الإدارية، فيتم بشكل دورى عملية التعقيم لكل مكاتب الشركة وتطهيرها وتوفير التعقيمات الطبية بكميات كبيرة.

وأكد أن «أكام» دائمًا ما تضع خططًا مستقبلية متطورة وفقًا لأحدث الإمكانيات المتبعة حول العالم، حيث كانت من أولى الشركات فى مصر التى حرصت على تطبيق نظام الرقابة الداخلية المحكمة على كل خطوات العمل، مشيرًا إلى أنه عند اتخاذ قرار تأسيس الشركة منذ عامين تقريبًا تم إقرار نظام تشغيل حديث يتم تطبيقه لأول مرة فى مجال التطوير العقاري «كنترول هوم»، وهو عبارة عن غرفة تحكم تقع فى مقر الشركة، تضم شاشات عملاقة تتمكن منه الإدارة والمهندسين وإدارة التصميمات متابعة جميع الأعمال التى تتم بموقع المشروع «أون لاين» وذلك بتكلفة تصل لنحو 20 مليون جنيه.

وأشار إلى أن التكلفة المرتفعة لهذا النظام كان يراها البعض مبالغ فيها ولكن إذا نظرنا إلى ما تتطلبه الفترة الحالية من التعامل عن بعد، يؤكد الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية للشركة، خصوصًا أن هذا النظام حقق المرجو منه عن طريق المتابعة لموقع المشروع، دون الحاجة إلى الاحتكاك المباشر بين المهندسين وشركة المقاولات والعمال، كما ساهم فى تسهيل عميلة إدارة المشرع وقت الأزمة بشكل علمى صحيح. 

وأضاف المهندس عصام منصور، أن الشركة بادرت باشراك عملائها لمتابعة كل ما يدور فى المواقع الإنشائية لحظة بلحظة عبر إرسال «لينكات» يمكن من خلالها الدخول عليها من المنزل عن طريق الموبايل لمشاهدة البث الحى والمباشر لأعمال التشييد والبناء التى تتم بالمشروع على مدار الـ24 ساعة، إيمانًا من الشركة وخوفها على العملاء من النزول إلى أرض الموقع للاطمئنان على وحداتهم.   

وأوضح أن الفترة الحالية تحتاج إلى الاهتمام بالعمالة والموظفين وإيجاد طرق وقاية للحفاظ عليهم باعتبار أن صحة الإنسان «خط أحمر وغير مقبول النقاش فيها»، لكن فى الوقت نفسه لابد من استمرار دوران عجلة الإنتاج لاسميا أن القطاع العقارى يمثل نحو 50% من -اقتصاد مصر-ويساعد فى تشغيل العديد من الصناعات الأخرى، وفى حالة تعطل المشروعات سيتم تشريد العاملة بقطاع التشييد والتى لا تقل عن 70% من العمالة فى مصر.

وقال إن مثل هذه الأزمات تحتاج إلى إدارات مالية قوية للتعامل معها بشكل محترف، تتمكن من خلاله الشركات من الحفاظ على الاحتياطى المالى وإيجاد طرق لتغطية جميع نفقات الشركة من مصاريف عاملين وأجور عمالة ومقاولين، مشيرًا إلى أن «أكام» كانت لديها رؤية مسبقة فى كل الأمور التى تخص أعمال التنفيذ، حيث تم «تشوين» كمية كبيرة من مسلتزمات المشروع من حديد وأسمنت تكفى للعمل 6 أشهر مقبلة.

وأشاد بالإجراءات التى اتخذتها الدولة بتوجيهات من القيادة السياسية لمجابهة الأزمة التى يمر بها العالم، حيث استطاعت الحكومة ولأول مرة فى مصر إدارة الأزمة بشكل صحيح ومحترف، من خلال إطلاع أفراد الشعب على كل الأرقام والإحصائيات أولًا بأول، كما أن الاستعانة بالمنظمات الدولية يساهم فى منح المصداقية العالمية، واستطاعت مصر بفضل جهود كل الجهات المعنية كل فى تخصصه فى إدارة الأزمة بحكمة لم نشهدها عند كثير من دول أوروبية كبرى.

من جانبه، أكد المهندس إدريس محمد، العضو المنتدب للشركة، أن «أكام» أطلقت مبادرتين يهدفان فى المقام الأول إلى الحفاظ على صحة الموظفين والعمال والمهندسين العاملين بمشروعاتها التى ما زالت تحت الإنشاء وتطبيق أفضل سبل الوقاية من خلال اتباع كل المعايير المعتمدة من إرشادات ونصائح.

وأشار إلى أن المبادرة الأولى تتمثل فى دعوة جميع المطورين العقاريين بعدم الاستغناء عن ثرواتهم البشرية من الموظفين فى الفترة الحالية، باعتبارهم العنصر الرئيسى فى التنمية.

وقال إن الفترة الحالية تحتاج إلى تكاتف الجميع من إداريين وموظفين لتخطى الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن المطورين مطالبين بدعم الافكار المبتكرة والتى تراعى إجراءات الحماية والوقاية للحفاظ على صحة العاملين فى مشروعاتهم ليتمكنوا من استمرار دوران عجلة التنمية دون توقف. 

وأضاف أن المبادرة الثانية تتمثل فى دعوة جميع المطورين بتطبيق «غرف كنترول» التى يتم استخدامها من قبل شركة أكام فى إدارة مشروعاتها، ليتمكنوا من الاستمرار فى تنفيذ أعمالهم دون الحاجة إلى تواجد العمالة الكثيفة داخل المشروعات، حيث حققت الفكرة نجاحًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، متمنيًا أن يتم تعميمها على مستوى جميع المشروعات.

وفي موقع غرفة التحكم أو «غرفة الكنترول» للتعرف على كيفية الإدارة والمتابعة المباشرة التى تقوم بها الشركة لمراحل تنفيذ مشروعها الرائد «سيناريو» بالعاصمة الإدارية، قال المهندس هشام قنديل، العضو المنتدب الفنى للشركة، إن الشركة أنشأت برنامجًا خاصًا تحت مسمى «غرفة كنترول»  يهدف فى المقام الأول إلى البعد عن الطرق التقليدية فى متابعة ما يتم تنفيذه على أرض الواقع، لمنع الاحتكاك المباشر بين العمال والمهندسين وتقليل نسب تواجد المسئولين بموقع المشروع، موضحًا أن الغرفة تحتوى على 8 شاشات عملاقة تصور ما يدور فى الموقع من خلال ربط الشاشات بكاميرات مراقبة بإجمالى 6 كاميرات متحركة وبأعلى جودة ممكنة.

 وأكد أن التعامل بين المسئولين يتم عبر أنظمة وبرامج محملة على أجهزة تابلت يتم من خلالها إنهاء جميع الإجراءات وإضافة جميع التعديلات عن طريق هذا الجهاز، كما يتيح إمكانية توقيع الموافقات على أذون التوريد والاستلام وتحديد المواعيد فى حالة ما إذا كان الطرفان يرغبان فى التواجد بالمشروع عن طريق تحديد الموعد والاتفاق عليه.

ونوه إلى أن غرفة الكنترول تتيح لجميع المهندسين متابعة جميع الأعمال التى تتم بالمشروع على مدار اليوم، بالإضافة إلى ظهور نسب تنفيذ المشروع على مدار اليوم، مؤكدا أن هذه الخدمة لعبت دورًا رئيسيًا فى الوقاية من فيروس كورونا وهو ما سهل من عميلة إدارة المشروع بطرق علمية حديثة ومتقنة.

وفي سياق متصل، أكد المهندس أحمد حمدى، مدير إدارة المشروعات بشركة أكام، أن الإجراءات المتبعة فى موقع مشروع "سيناريو"، صارمة تطبق على الجميع دون استثناء بهدف الحفاظ على صحة الجميع، وأن شركة المقاولات العاملة بالمشروع تعمل بكامل طاقتها بنسبة 100%، وتسير بمعدلات تنفيذ جيدة تتماشى مع الجدول الزمنى المحدد وفقًا للعقود المبرمة مع العملاء ليكون تسليم المرحلة الأولى من المشروع فى 2021.

وأكد المهندس أحمد حمدى، أن العقود المبرمة مع شركة المقاولات المسند إليها تنفيذ المشروع تنص على أنه فى حالة ظهور وباء أو تفشى مرض تتبع كل التعليمات الخاصة بوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ويتم تطبيق البنود المنصوص عليها منذ اليوم الأول لظهور الفيروس، دون التأثير على العمالة الموجودة؛ لأن الهدف الأول والأخير الحفاظ على صحة العمالة.

وأوضح أن الشركة تحمل على عاتقها مسئولية وسلامة العمال، وقامت بتوفير كل المستلزمات الطبية واتباع جميع الإجراءات الطبية السليمة. 

وأشار إلى أن الشركة قامت بإنشاء غرفة مخصصة لأعمال التعقيم وتوفير محلول الكحول والمطهر والمزيد من الكمامات وغيرها من المستلزمات الطبية، لتوزيعها على العمال بعد الخروج من غرفة التعقيم، مع توفير جهاز لقياس دراجات الحرارة، فضلًا عن توفير «مسعف» داخل المشروع للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة وتقديم النصائح للعاملين.

وأكد أن معدلات التنفيذ بمشروع «سيناريو» تسيير وفقًا للجدول الزمنى لها، حيث وصلت حتى الآن ما يقرب من 17%، مشيرًا إلى أنه تم بدء العمل فى أكتوبر الماضى ووصول الشركة لهذه المعدلات يدل على أنها تسيير وفقًا للجدول الزمنى لها.  

وقال إن أبرز الاشتراطات التى وضعتها «أكام» عند اختيار شركة المقاولات التى تنفذ مشروعاتها، تنص على أن تكون لديها القدرة على التنفيذ وأن تتمتع بسابقة أعمال قوية، فضلًا عن توافر الملاءة المالية لضمان سرعة الإنجاز وبجودة عالية.