العالم على صفيح ساخن، هذا التعبير يكشف عن وجهه الحقيقي الآن بعد أن سجّلت درجات الحرارة في دول أوروبا ارتفاعات غير مسبوقة، وأصبحت المنتجعات السياحية، وحتى ينابيع المياه الصناعية، مهربًا من الحرارة.
فرنسا وإسبانيا الأعلى في الحرارة
وكشف تقرير أعدته فضائية "CNBC عربية"، أن فرنسا سجّلت أعلى درجات حرارة في تاريخها عند 41 درجة مئوية، وليست هي فحسب، بل إن الأمور في إسبانيا ذهبت إلى ما هو أبعد؛ حيث أتت حرائق الغابات على حوالي 20 ألف هيكتار من الأراضي في شمالي غرب البلاد، وأجبر أحد أكبر غابات البلاد، السُلطات الإسبانية، على إخلاء 14 قرية، يسكنها مئات من السُكان في سلسلة جبال "سييرا" قرب الحدود مع البرتغال.
ذوبان جليد جبال الألب
ألمانيا هي الأخرى ليست بعيدة عن ذلك، حيث جبال الألب وثلوجها المميزة أصبحت مُهددة بالذوبان؛ إذ حذّرت دراسة جديدة بأن عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج جبال الألب قد يتراجع إلى النصف، وذلك في حال عدم اتخذا الإجراءات اللازمة للحد من ذلك.
ولم يعد الحديث عن ارتفاع درجة حرارة الأرض مُزحة أو مجرد حديث عابر ننساه مع تحسّن درجات الحرارة في الشتاء، ولكنه يؤثر على الإنتاج النباتي والحيواني والمياه وكل مقوّمات الحياة الأساسية.
زيادة درجة حرارة الأرض
ويقول تقرير للأمم المتحدة، إن ثمة احتمال بنسبة 93% أن يتجاوز متوسط زيادة درجة الحرارة للسنوات الـ5 المقبلة، متوسط السنوات الـ5 الماضية بين 2017 و2021، والبالغ درجة ونصف مئوية.
وتبنت 197 دولة اتفاق باريس عام 2015، والذي دخل حيز التنفيذ بعد أقل من عام، ويهدف إلى الحد بشكل كبير من الانبعاثات الغازية، وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لكن العمل الجاد حتى الآن لم يبدأ، والحرارة تستمر في كي سُكّان الأرض.