السعودية أول محطة خارجية لمجموعة «أكديطال» المغربية في قطاع الرعاية الصحية

اختارت مجموعة «أكديطال» المغربية السعودية لتكون أول محطة لها خارج السوق المحلية، مستندة إلى عوامل متعددة أبرزها التقارب بين البلدين من حيث عدد السكان، وتوجه الحكومتين نحو تعزيز دور القطاع الخاص، إضافة إلى العمل على تعميم التغطية الصحية، بحسب ما أوضحه إلياس الحارثي، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، في مقابلة مع «الشرق».

وأشار الحارثي إلى أن الحوافز والتسهيلات التي تقدمها الجهات الحكومية السعودية شكّلت عاملًا حاسمًا في اتخاذ قرار الاستثمار.

42 مستشفى وخطط توسع حتى 2027

تدير مجموعة «أكديطال» حاليًا 42 مستشفى في مختلف مناطق المغرب بطاقة استيعابية تتجاوز 4111 سريرًا، ما يجعلها أكبر مجموعة رعاية صحية خاصة في المملكة. وتخطط الشركة لرفع عدد مستشفياتها إلى 62 منشأة بحلول عام 2027.

وبدأت المجموعة تنفيذ استراتيجيتها للتوسع الخارجي انطلاقًا من السعودية، على أن تشمل لاحقًا كلًا من الإمارات وتونس.

أكثر من 5 مليارات ريال حتى نهاية العقد

تعتزم «أكديطال» ضخ استثمارات تفوق 5 مليارات ريال سعودي (نحو 1.4 مليار دولار) في المملكة حتى نهاية العقد الحالي، بهدف تشغيل مستشفيات في الرياض، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة خلال المرحلة الأولى.

وتهدف هذه الاستثمارات، التي ستُنفذ عبر الاستحواذ وبناء وتطوير مستشفيات جديدة، إلى الوصول بطاقة تشغيلية تقارب ألف سرير.

استحواذات استراتيجية داخل وخارج السعودية

كانت المجموعة قد دشّنت توسعها الخارجي بالاستحواذ على مستشفى عبد الرحمن المشاري في الرياض، ومستشفى عواض البشري في مكة المكرمة.

وخلال الأسبوع الجاري، أعلنت أيضًا استحواذها على مجموعة مستشفيات توفيق في تونس بطاقة 600 سرير، مقابل صفقة بلغت قيمتها 90 مليون دولار.

رؤية مختلفة للمنافسة في السعودية

وحول طبيعة المنافسة في السوق السعودية التي تضم مجموعات طبية كبرى، أوضح الحارثي أن دخول «أكديطال» لا يهدف إلى المنافسة المباشرة بقدر ما يسعى إلى تحقيق التكامل، مشيرًا إلى وجود فجوة بين الطلب المتزايد والعرض الحالي، خاصة لدى الطبقة المتوسطة العليا.

وأكد أن المجموعة تركّز على تقديم خدمات طبية عالية الجودة بأسعار تتناسب مع الفئة المستهدفة.

استراتيجية توسع قائمة على الربحية المبكرة

تعتمد «أكديطال» في توسعها داخل السعودية على الجمع بين الاستحواذ على منشآت قائمة وتطوير مستشفيات جديدة، بهدف تحقيق عوائد مالية منذ السنوات الأولى للاستثمار، بدل انتظار فترات طويلة لمشاريع تبدأ من الصفر.

تمويل دولي وأداء مالي قوي

نجحت الشركة، المدرجة في بورصة الدار البيضاء، في الحصول على أول تمويل دولي بقيمة 100 مليون دولار لصالح شركتها التابعة «أكديطال للمستشفيات» ومقرها الرياض.

ويأتي هذا التمويل بعد إصدار سندات في المغرب بقيمة 1.2 مليار درهم (نحو 130 مليون دولار) في نوفمبر الماضي، لتمويل خطط التوسع الخارجي.

وعلى صعيد الأداء المالي، سجلت المجموعة نموًا قويًا في الأرباح الصافية خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 68% لتصل إلى 214 مليون درهم، فيما ارتفعت الإيرادات بالنسبة نفسها إلى 2.1 مليار درهم، مدفوعة بازدياد الإقبال على خدماتها في ظل برنامج تعميم التغطية الصحية بالمغرب.