"نشتري ولا نبيع".. تطورات المشهد الاقتصادي وأسعار الذهب

يترقب سوق الذهب على المستويين العالمي والمحلي تطورات المشهد الاقتصادي الدولي، في ظل صدور عدد من البيانات والمؤشرات التي تلقي بظلالها على حركة أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد حالة الحذر والترقب بين المستثمرين والمتعاملين في الأسواق.

وأظهرت بيانات اقتصادية صدرت مطلع هذا الأسبوع ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 4.6% خلال شهر نوفمبر الماضي، وهو أعلى مستوى يسجله منذ سبتمبر 2021، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة المخاوف المتعلقة بتباطؤ سوق العمل الأمريكي، وانعكاس ذلك على السياسة النقدية التي يتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال المرحلة المقبلة.

ويرى محللون أن ارتفاع معدل البطالة قد يمثل إشارة على بدء تراجع زخم الاقتصاد الأمريكي، ما قد يدفع الفيدرالي إلى إعادة النظر في وتيرة تشديد السياسة النقدية وأسعار الفائدة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على أسعار الذهب، الذي يُعد أحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من التذبذب، نتيجة تداخل عدة عوامل مؤثرة، أبرزها بيانات التضخم، ومستويات الفائدة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق حول العالم. ويؤكد خبراء أن أي إشارات سلبية تتعلق بالاقتصاد الأمريكي أو سوق العمل تحديدًا، غالبًا ما تدفع المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الذهب للتحوط من المخاطر المحتملة.

وعلى الصعيد المحلي، ينعكس الأداء العالمي للذهب بشكل مباشر على الأسعار في الأسواق الداخلية، إلى جانب عوامل أخرى مثل سعر صرف العملة المحلية، ومستويات العرض والطلب. ويترقب تجار الذهب والمستهلكون على حد سواء نتائج البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، لما لها من تأثير واضح على تحركات الأسعار خلال الأيام المقبلة.

وأشار عدد من تجار الذهب إلى أن حالة الترقب الحالية أدت إلى حالة من الحذر في عمليات الشراء والبيع، مع توقعات بحدوث تحركات سعرية مفاجئة في حال صدور بيانات جديدة تعزز من فرص تراجع أسعار الفائدة الأمريكية. كما أوضحوا أن المستهلكين باتوا أكثر وعيًا بمتابعة المؤشرات الاقتصادية العالمية قبل اتخاذ قرارات الشراء، سواء بغرض الادخار أو الاستثمار.

من جانبهم، نصح خبراء الاقتصاد المستثمرين بضرورة متابعة تطورات سوق العمل الأمريكي وقرارات البنوك المركزية الكبرى، خاصة أن الذهب يتأثر بشكل كبير بتوقعات أسعار الفائدة وقوة الدولار الأمريكي. وأكدوا أن استمرار ارتفاع معدلات البطالة قد يدعم أسعار الذهب على المدى المتوسط، في حال اتجه الفيدرالي إلى سياسات أكثر مرونة.