مصر تبدأ استغلال احتياطيات النفط الصخري الضخمة.. خطوة نحو تنويع مصادر الطاقة في 2025


الجريدة العقارية الاربعاء 17 ديسمبر 2025 | 10:18 صباحاً
مصر تبدأ استغلال احتياطيات النفط الصخري الضخمة.. خطوة نحو تنويع مصادر الطاقة في 2025
مصر تبدأ استغلال احتياطيات النفط الصخري الضخمة.. خطوة نحو تنويع مصادر الطاقة في 2025
مصطفى عبد الله

في خطوة استراتيجية جديدة، أطلقت مصر مشروعاً رائداً لاستخراج النفط من صخور الطفلة الزيتية (النفط الصخري)، مستفيدة من احتياطيات تقدر بنحو 115 مليار برميل، مع تكلفة إنتاج تنافسية وتطبيقات في توليد الكهرباء وصناعة الأسمنت.

شهد عام 2025 تقدماً ملحوظاً في جهود مصر لاستغلال مواردها غير التقليدية من النفط الصخري، حيث أعلنت شركة "الوادي الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية" (واديكو)، التابعة لهيئة الثروة المعدنية، توقيع اتفاقية تعاون مع مجموعة BCM العالمية لإطلاق أول مشروع للتنقيب والإنتاج من صخور الطفلة الزيتية في جنوب البلاد.

تعتمد التقديرات على دراسات قديمة تعود إلى 2016، تشير إلى احتياطيات تصل إلى 115 مليار برميل من النفط الصخري في جنوب مصر، إلى جانب 536 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري، منها نحو 99 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج بتكلفة معقولة.

ومع ذلك، تظل هذه الاحتياطيات غير مؤكدة بالكامل، مقارنة بالاحتياطيات التقليدية المؤكدة التي تبلغ حوالي 3.3-4.3 مليار برميل.

أول مشروع إنتاجي للنفط الصخري

يُعد التعاون مع BCM نقلة نوعية، حيث يركز المشروع على استخراج النفط من الطفلة الزيتية لاستخدامه كوقود بديل في محطات توليد الكهرباء ومصانع الأسمنت، مما يساهم في تنويع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات.

تستلهم مصر التجربة الأردنية الناجحة، حيث تتراوح تكلفة الإنتاج المتوقعة بين 32 و38 دولاراً للبرميل، وهي مستويات تنافسية عالمياً. تعتمد التقنية على طحن الصخور وتسخينها في بيئة خالية من الأكسجين لاستخراج الخام.

أهداف طموحة للمستقبل

تطمح الوزارة إلى توطين هذه الصناعة وجذب استثمارات أجنبية، مع هدف طويل الأمد يصل إلى إنتاج مليون برميل يومياً من النفط الصخري، مما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة. يتزامن ذلك مع طرح مزايدات عالمية جديدة وتوقيع اتفاقيات بحث في أواخر 2025.

رغم الإمكانيات الهائلة، يواجه القطاع تحديات فنية واقتصادية، حيث يتطلب استخراج النفط الصخري استثمارات كبيرة وتقنيات متقدمة.

ويأتي هذا التوجه في سياق جهود أوسع لزيادة الإنتاج التقليدي، مع اكتشافات حديثة أضافت ملايين البراميل إلى الاحتياطيات المؤكدة.

يمثل استغلال النفط الصخري فرصة لتعزيز الاكتفاء الذاتي، لكنه يتطلب صبراً واستثمارات مستمرة لتحويله إلى واقع إنتاجي مستدام.