شهدت أسعار النفط هبوطًا ملحوظًا لتسجل أقل مستوياتها منذ مايو، مع تنامي التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ما يعزز احتمالات تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو وزيادة الإمدادات العالمية.
انخفاض أسعار خام برنت وغرب تكساس
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.03 دولار، أي بنسبة 1.7%، لتصل إلى 59.53 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.06 دولار، أي 1.9%، ليصل إلى 55.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش.
أسباب الهبوط
وأشار جانيف شاه، محلل في شركة «ريستاد إنرجي»، إلى أن انخفاض برنت دون 60 دولارًا جاء نتيجة تقييم السوق لاحتمال زيادة الإمدادات الروسية في حال التوصل إلى اتفاق سلام، ما قد يؤدي إلى فائض في المعروض العالمي.
جاء هذا التراجع بعد أن قدمت الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا مشابهة لتلك التي يوفرها حلف الناتو، وأعلنت مفاوضات أوروبية عن إحراز تقدم، مما زاد التفاؤل بقرب إنهاء الحرب. بالمقابل، أكدت روسيا عدم استعدادها لتقديم أي تنازلات إقليمية، وفق تصريحات نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف.
توقعات السوق لعام 2026
يرى جون إيفانز، محلل في «بي في إم أويل أسوشييتس»، أن الأسعار ستظل تحت ضغط هبوطي مع استمرار التقدم البطيء في المحادثات، ويتوقع أن يسجل خام برنت قاعًا جديدًا هذا العام، دون كسر مستوى 55 دولارًا للبرميل قبل نهاية 2025.
كما تحول فارق الأسعار بين عقود برنت الآجلة لستة أشهر إلى وضع "الكونتانغو" لأول مرة منذ أكتوبر، مع توقع محللي «باركليز» أن يبلغ متوسط سعر برنت حوالي 65 دولارًا للبرميل في 2026، في ظل فائض متوقع يبلغ 1.9 مليون برميل يوميًا.
تأثير البيانات الاقتصادية العالمية
زاد من الضغوط على الأسعار صدور بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، حيث سجل الإنتاج الصناعي أبطأ نمو خلال 15 شهرًا، وتباطأت مبيعات التجزئة إلى أبطأ وتيرة منذ ديسمبر 2022، ما يثير مخاوف من ضعف الطلب العالمي في مواجهة زيادة الإمدادات.
عوامل إضافية تؤثر على السوق
على الرغم من مصادرة الولايات المتحدة لناقلة نفط قرب سواحل فنزويلا مؤخرًا، فإن تكدس التخزين العائم وارتفاع مشتريات الصين من النفط الفنزويلي تحسبًا للعقوبات قلل من أثر هذا الحدث على السوق العالمية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض