يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أواخر يوليو، مع استمرار المتعاملين في الرهان على خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر، ما يعزز اعتماد المستثمرين على المزيد من التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في وقت أسهمت فيه عطلة الخميس بالولايات المتحدة في تقليص السيولة بالأسواق.
الدولار الأمريكي
توقفت التداولات على المنصة الواسعة الاستخدام للعملات والعقود الآجلة للأسهم والسلع نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن مشكلة تبريد في مراكز بيانات "سايروس وان" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي"، قبل أن يُستأنف التداول.
وقال لي هاردمان، كبير محللي العملات في قسم الأسواق العالمية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى MUFG، إن السوق لن يتأثر بشكل كبير بهذا الانقطاع، لافتًا إلى أن نهاية الشهر والأسبوع ستكون هادئة نسبيًا رغم ذلك.
وارتفع مؤشر الدولار، بنسبة 0.2% ليصل إلى 99.744، مسجلًا تعافيًا محدودًا، لكن تراجعات الأيام الخمسة الأخيرة تجعله على مشارف أكبر خسارة أسبوعية منذ 21 يوليو.
وتظهر أداة FedWatch التابعة لمجموعة "سي.إم.إي" أن العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي تسعّر احتمالًا بنسبة 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع 10 ديسمبر، مقارنة باحتمال 39% قبل أسبوع.
وتدعمت هذه التوقعات بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، الذي أكد أن البنك المركزي قادر على خفض أسعار الفائدة في "المدى القريب" دون الإضرار بهدف التضخم.
وقال هاردمان إن هذه التصريحات عززت الثقة في اتجاه الخفض، وظهرت انعكاساتها على سوق الصرف الأجنبي من خلال كبح مؤقت لصعود الدولار.
الين الياباني
في آسيا، شهد الين الياباني تقلبات بعد فترة من الضعف، واستقر في أحدث تعاملات عند مستوى 156.2 ين للدولار.
وجاء ذلك على خلفية بيانات التضخم وسوق العمل في اليابان، إذ ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 2.8% على أساس سنوي في نوفمبر، متجاوزة توقعات الاقتصاديين وأعلى من هدف بنك اليابان البالغ 2%.
وأوضح هاردمان أن استقرار الين عند مستويات ضعيفة خلال الأسبوع خفف الضغوط على الحكومة للتدخل لدعم العملة، مضيفًا أن تصريحات مسؤولي الحكومة اليابانية الأسبوع الماضي أشارت إلى احتمال لجوء بنك اليابان لاستئناف رفع أسعار الفائدة إذا استمر تراجع العملة.
اليورو والجنيه الإسترليني
بالنسبة للعملات الأوروبية، يتجه كل من اليورو والجنيه الإسترليني إلى تسجيل أفضل أداء أسبوعي لهما منذ أكثر من ثلاثة أشهر، رغم التراجع اليومي لكليهما، فقد انخفض اليورو بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.1558 دولار، لكنه لا يزال مرتفعًا بنحو 0.5% خلال الأسبوع، مدفوعًا بالمحادثات الجارية بشأن خطة مدعومة من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات الأجنبية في "آي إن جي"، إن أي تقدم في هذه المحادثات من شأنه الضغط على الدولار ودعم العملات الأوروبية ذات الحساسية المرتفعة للمخاطر.
كما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.3206 دولار خلال التداولات، لكنه يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ مطلع أغسطس، بعد إعلان وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز الميزانية الجديدة.
وكانت ريفز قد ردت الخميس على الانتقادات الموجهة لخطة الإنفاق الحكومية، التي تعتمد على رفع العبء الضريبي ليصل إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية لتمويل الزيادات في الإنفاق الاجتماعي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض