فرقة إسرائيلية تسرق ترث أم كلثوم.. ما القصة؟


الجريدة العقارية الجمعة 28 نوفمبر 2025 | 02:15 مساءً
أم كلثوم
أم كلثوم
محمد عاطف

أثار إعلان فرقة بيركات إيلانور الإسرائيلية تنظيم سلسلة حفلات موسيقية تقدم خلالها أغاني الفنانة الراحلة أم كلثوم موجة غضب كبيرة في الأوساط الثقافية والفنية المصرية، بعد أن كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن تفاصيل المشروع الذي وصفته عائلة كوكب الشرق والمؤسسات الفنية في مصر بأنه اعتداء صارخ على التراث الثقافي المصري وسرقة للملكية الفكرية.

فرقة إسرائيلية تسرق ترث أم كلثوم

وبحسب الصحيفة، فقد عبرت أسرة أم كلثوم عن رفضها القاطع لهذه الحفلات، مؤكدة أنها تشكل استغلالاً تجاريًا غير مشروع لإرث فني لا يقدر بثمن.

 كما أعلنت العائلة اعتزامها اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة على المستويين المحلي والدولي لحماية حقوق الفنانة الراحلة، التي تخضع أعمالها لقوانين صارمة لحماية الملكية الفكرية.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن المشروع الموسيقي، الذي تروّج له الفرقة باعتباره "احتفاءً بكوكب الشرق"، أثار ردود فعل غاضبة في مصر، حيث يُنظر إليه كحلقة جديدة في سلسلة من محاولات الاستيلاء على الإبداع العربي وإعادة إنتاجه خارج سياقه الثقافي الأصلي. 

واعتبر مثقفون وفنانون مصريون هذه الخطوة استفزازًا ثقافيًا وسياسيًا يتجاوز فكرة الحفل الفني إلى مساس مباشر بالهوية الفنية الوطنية.

وامتد الغضب، وفق التقرير، إلى الشارع المصري الذي يرى في أم كلثوم رمزاً وطنياً جامعاً وركيزة أساسية في الذاكرة الثقافية والحضارية، مؤكدًا مواطنون أن أي محاولة لتملك إرثها أو تقديمه دون موافقة مصرية رسمية تعد "خيانة للتراث" وتلاعباً بمكانة نجمة الشرق التي ما زالت تحتفظ بحضورها في الوجدان العربي.

ومن المقرر أن تقدم الحفلات المغنية الإسرائيلية فيوليت سلامة بمرافقة 30 موسيقيًا، حيث سيتم أداء مجموعة من أشهر أغنيات أم كلثوم خلال شهر نوفمبر الجاري، وهو ما اعتبره متخصصون خطوة تعكس سعي إسرائيل لاستخدام الرموز العربية الكبرى في سياقات فنية وسياسية حساسة.

وفي سياق متصل، نقل موقع Srugim العبري تقارير حول وصول ألحان أم كلثوم إلى بعض الكنس اليهودية في القدس وتل أبيب، حيث يدمج بعض المنشدين اليهود مقاطع من أعمالها  أبرزها افتتاحية "يا عين يا ليل" ضمن الترانيم الدينية، في مشهد يصفه التقرير بأنه "تجربة روحية تعبر الحدود الثقافية".

ويختم التقرير بأن صوت أم كلثوم، رغم مرور عقود على رحيلها، ما زال يواصل تأثيره العابر للزمان والمكان، إلا أن الجدل الأخير يبرز في الوقت نفسه حساسية التراث العربي تجاه محاولات الت appropriation، وضرورة حماية رموزه من الاستغلال غير المشروع.