تحولت زراعة وتجارة الورد في السعودية خلال السنوات الأخيرة إلى نشاط اقتصادي واعد يسهم في تنويع القاعدة الإنتاجية للقطاع الزراعي، بعدما سجلت صادرات السعودية من الورود الطبيعية نموا لتتجاوز قيمته 2.7 مليون ريال خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وفقا لبيانات رسمية حصلت عليها «الاقتصادية» من هيئة الإحصاء.
وأظهرت البيانات أن الإمارات والكويت واليونان كانت من أبرز الوجهات المستوردة للورد السعودي، إذ بلغت قيمة الصادرات 359 ألف ريال في 2022، وارتفعت إلى أكثر من 1.4 مليون ريال في 2023، قبل أن تسجل 992 ألف ريال في 2024.
كما بلغت قيمة الصادرات منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أغسطس الماضي نحو 919 ألف ريال، ما يعكس استمرار الزخم التجاري لهذا المنتج الزراعي المتخصص.
وأوضح لـ«الاقتصادية» ماجد البريكان، المتحدث الرسمي لبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة «ريف السعودية»، أن البرنامج يلعب دورا محوريا في تنمية زراعة وتجارة الورد عبر دعم منظومة الإنتاج والتسويق ورفع القدرة التنافسية للمزارعين.
أشار إلى أن البرنامج ضخ أكثر من 59.8 مليون ريال بشكل مباشر في القطاع، إضافة إلى تمويل 14 مشروعا اقتصاديا بإجمالي 135.6 مليون ريال، ما يعكس حجم الاستثمارات الحكومية في تطوير سلسلة القيمة الخاصة بالورد الطبيعي.
وقال البريكان: إن قطاع الورد يشهد تحولا نوعيا من نشاط تقليدي إلى قطاع اقتصادي حيوي ينمو بوتيرة متسارعة، محققا عوائد متنامية للمزارعين والمستثمرين.
وبين أن إنتاج الورد المدعوم ارتفع من 500 مليون وردة في 2020 إلى 750 مليون وردة في 2024 بنسبة نمو 38%، مع مستهدف يناهز ملياري وردة سنويا بحلول 2026.
ويشمل الدعم منتجات رئيسية مثل الورد الجوري والفل والنباتات العطرية كالحناء، بما يعزز التكامل في سلاسل القيمة داخل المناطق الأكثر إنتاجا.
وتدخل الورود الطبيعية في صناعات تحويلية متعددة مثل العطور، دهن العود، البخور، الصابون، واللوشن، ما فتح آفاقا استثمارية جديدة أمام رواد الأعمال والمزارعين.
وتنتشر زراعة الورود في عدة مناطق أبرزها الطائف – المعروفة بـ«مدينة الورود» – والمدينة المنورة، إضافة إلى أبها وجازان.
من جهته، أكد مسعود آل حيدر، مالك مصنع للعطور في الجبيل، أن مستقبل صناعة الورد الطبيعي في السعودية «واعد للغاية»، مشيرا إلى أن النشاط لم يعد مجرد زراعة تقليدية، بل رافدا أساسيا للاقتصاد الريفي والصناعات التحويلية ضمن مستهدفات «رؤية 2030».
وأوضح أن حجم الاستثمار في قطاع الورد ومشتقاته تجاوز 64 مليون ريال، مع وجود أكثر من 70 مصنعا ومعملا تنتج نحو 85 منتجا متنوعا.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض