تراجع حاد في بيتكوين يتجاوز 30% في أكبر خسائر أسبوعية منذ فبراير

شهدت سوق العملات الرقمية موجة هبوط عنيفة خلال الأسبوع الأخير، مع تسجيل البيتكوين أكبر تراجع أسبوعي لها منذ فبراير الماضي، وذلك بعد انخفاض قيمتها بأكثر من 30% مقارنة بأعلى مستوياتها التي سجلتها الشهر الماضي، يأتي ذلك في ظل تضافر مجموعة من العوامل الاقتصادية والتنظيمية التي أثقلت سوق الأصول الرقمية، وفقًا لتحليل صادر عن دويتشه بنك.

وتتداول البيتكوين حاليًا عند مستوى 87,005.35 دولار، بتراجع يقارب 21.67% مقارنة بالشهر السابق، بعدما لامست 84,209.42 دولار يوم السبت 22 نوفمبر، ما يعكس حجم الضغوط البيعية التي يواجهها السوق.

أسباب التراجع: عوامل عالمية وفيدرالية وتنظيمية

تحولات في شهية المخاطرة العالمية

أوضحت البيانات أن الأسواق العالمية سجلت حالة واضحة من "الابتعاد عن المخاطرة"، وهي موجة عادة ما تضرب الأصول عالية المخاطرة، الأمر الذي دفع البيتكوين للتداول بسلوك مشابه لأسهم التكنولوجيا المرتبطة بمؤشر ناسداك-100، نتيجة العلاقة القوية بينهما خلال فترات التذبذب.

تصريحات الفيدرالي تزيد الضغوط

جاءت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتضيف طبقة جديدة من التوتر بعد التأكيد على أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس أمرًا مضمونًا، وهو ما عزز عمليات البيع. وعلى الرغم من محاولة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز تهدئة المخاوف بنبرة أكثر اعتدالًا، إلا أن الأسواق ظلت تحت ضغط واضح.

تباطؤ التشريعات الرقمية

يشير التحليل إلى أن تباطؤ مناقشة مشروع قانون "Digital Asset Market Clarity Act" داخل مجلس الشيوخ الأمريكي أدى إلى حالة من عدم اليقين بشأن مشاركة المؤسسات المالية الكبرى في سوق العملات الرقمية، وهو ما أعاق الزخم التنظيمي الذي كانت السوق تعول عليه.

خروج السيولة وجني الأرباح يزيدان التراجع

سحب استثمارات المؤسسات

سجلت التقارير استمرار خروج السيولة من المنتجات الرقمية الأساسية، نتيجة قيام كبار المستثمرين بسحب أموالهم خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تعزيز الضغوط على الأسعار وتقليص مستويات الطلب.

جني أرباح المستثمرين الأوائل

بدأ عدد من حاملي البيتكوين طويل الأجل في جني الأرباح بعد الارتفاعات السابقة، وهو ما ضاعف من الضغوط البيعية في وقت تعاني فيه السوق من ضعف واضح في معنويات المتداولين.

توقعات السوق خلال الفترة المقبلة

يرى دويتشه بنك أن استمرار سحب السيولة المؤسسية وتباطؤ التشريعات التنظيمية قد يؤثران سلبًا على معنويات المستثمرين في المدى القريب، مع توقعات باستمرار مستويات التذبذب العالية في الأسعار. ويؤكد البنك أن متابعة تحركات السوق اليومية أصبحت ضرورة للمستثمرين والمتعاملين، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها سوق الأصول الرقمية.