وزير الإسكان يبحث تعزيز التعاون مع شركة "أكسيونا" الإسبانية في مشروعات المياه والتحلية


الجريدة العقارية الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 | 04:28 مساءً
إبراهيم محمد

أجرى المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، يرافقه قيادات الوزارة ومسؤولو الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، زيارة إلى المقر الرئيسي لمجموعة «أكسيونا» الإسبانية في مدينة مدريد، تلبية للدعوة الموجهة من قبل المجموعة، التي تعد من الكيانات العالمية الرائدة والمتخصصة في توفير حلول البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، وتسهم في قيادة التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون حول العالم، وذلك في إطار التوجه الوطني لتعزيز الشراكات الدولية الداعمة لخطط الدولة التنموية.

وتأتي الزيارة في إطار حرص وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية على دعم شركات القطاع الخاص المهتمة والراغبة في المشاركة في تنفيذ مشروعات الوزارة المتعلقة بالإسكان ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي والتشغيل والصيانة، وفقاً لوثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تأتي الزيارة اتساقاً مع التوجه العام للدولة المصرية نحو توطين الصناعة وتشجيع التصنيع المحلي للمهمات الكهروميكانيكية، بما يعزز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء في قطاعاتها الحيوية، ويكرس استقلال القرار الوطني من خلال امتلاك أدوات إنتاج استراتيجية تسهم في زيادة التنافسية وفتح أسواق جديدة للتصدير داخل القارة الإفريقية ومنطقة الخليج العربي.

وكان في استقبال وزير الإسكان والوفد المرافق له مجلس إدارة مجموعة «أكسيونا» الإسبانية، الذين أكدوا توجه الشركة نحو تعميق العلاقات مع الشركاء المصريين، واستعدادهم لنقل التكنولوجيا واستكمال مسيرة التوسع في تنفيذ المشروعات، خاصة في مجالات معالجة الصرف الصحي وتحلية مياه البحر باستخدام أحدث وسائل الطاقة المتجددة، بما يدعم الأهداف المصرية الرامية إلى بناء بنية تحتية متطورة ومستدامة تعزز مكانة مصر الإقليمية في هذا المجال.

وأشار وزير الإسكان إلى أن زيارته للمجموعة الإسبانية تهدف إلى الاطلاع على خبراتها، ومناقشة الخطط الحالية والمستقبلية لأنشطة المجموعة في مصر، فضلاً عن إنجازاتها المتميزة في تنفيذ العديد من المشروعات الناجحة من خلال الجهات التابعة لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي بوزارة الإسكان، وأكد أن هذا التعاون يأتي في إطار رؤية الدولة التي تسعى إلى تطوير قطاع المرافق وفق أعلى المعايير العالمية، وتحديث نظم الإدارة والتشغيل بما يحقق كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، ويدعم توجه مصر نحو اقتصاد أكثر استدامة واعتماداً على التكنولوجيا المتقدمة.

كما شدد الوزير على أهمية التوسع في التعاون المشترك في مجال تحلية مياه البحر، مشيراً إلى الخطة الاستراتيجية للتحلية حتى عام 2050، والتي تُعد جزءاً من رؤية وطنية شاملة لضمان الأمن المائي وتحقيق إدارة رشيدة للموارد المائية، بما يعكس حرص الدولة على حماية حقوق الأجيال القادمة وتحصين اقتصادها من التقلبات العالمية.

جدير بالذكر أن مجموعة «أكسيونا» تقوم حالياً بالعديد من المشروعات في الشرق الأوسط، من أبرزها مشروع إنشاء محطة تحلية «كازابلانكا» بطاقة 840 ألف متر مكعب/يوم بالمملكة المغربية، وتشغيل وصيانة محطة «الطويلة» بطاقة 900 ألف متر مكعب/يوم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

تعزيز الحوكمة بقطاع مرافق مياه الشرب

وأشار المهندس شريف الشربيني إلى ضرورة السعي المستمر لتعزيز الحوكمة بقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، من خلال التعاون في تطوير مركز للرقابة والتحكم المركزي لربط جميع المحطات بأحدث أنظمة التحكم والمراقبة، كما شدد على أهمية تأهيل الكوادر الفنية وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا الحديثة في مجال إدارة المرافق، مؤكداً أن بناء القدرات البشرية يمثل أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تنفيذ رؤيتها الشاملة للتنمية المستدامة.

ويُذكر أن نشاط مجموعة «أكسيونا» - التي تأسست عام 1916 وتمت إعادة هيكلتها عام 1997 وتتواجد في أكثر من 40 دولة حول العالم - يرتكز على مجالات رئيسية تشمل الطاقة المتجددة من خلال تطوير وإدارة مشروعات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبنية التحتية من خلال توفير حلول شاملة للمنشآت المدنية، إضافة إلى تحلية مياه البحر ومعالجة الصرف الصحي وإدارة المرافق والخدمات اللوجستية.

كما تمتلك المجموعة سابقة أعمال ضخمة في مصر وحول العالم، لاسيما في قطاعات المياه والطاقة والبنية التحتية، ومن أبرزها توسعة محطة الجبل الأصفر لرفع طاقتها إلى 2.5 مليون متر مكعب/يوم، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة المرحلة الأولى والثانية لمحطة معالجة الجبل الأصفر، وتشغيل وصيانة محطة مياه شرب القاهرة الجديدة بطاقة 500 ألف متر مكعب/يوم، إلى جانب العديد من مشروعات الطاقة والبنية التحتية وتحلية مياه البحر في مختلف الدول، في إطار تعاون يسهم في دعم استراتيجية الدولة لبناء بنية تحتية قوية ومستدامة تعزز دور مصر الريادي في المنطقة.