أبوظبي تعمّق استثمارها في بتكوين وترفع حصتها بثلاثة أضعاف قبل الهبوط الحاد للعملات الرقمية


الجريدة العقارية الاربعاء 19 نوفمبر 2025 | 09:21 مساءً
أبوظبي تعمّق استثمارها في بتكوين وترفع حصتها بثلاثة أضعاف قبل الهبوط الحاد للعملات الرقمية
أبوظبي تعمّق استثمارها في بتكوين وترفع حصتها بثلاثة أضعاف قبل الهبوط الحاد للعملات الرقمية
وكالات

شهدت سوق العملات المشفّرة واحدة من أشد موجات التذبذب خلال العام، إلا أن ذلك لم يمنع مجلس أبوظبي للاستثمار من تعزيز انكشافه على أصل يعد الأكثر جدلاً في الأسواق العالمية. فقد رفع المجلس حصته في صندوق "آي شيرز بتكوين تراست" التابع لـ"بلاك روك" إلى ما يقرب من 8 ملايين سهم حتى نهاية سبتمبر، مقارنة بـ2.4 مليون سهم فقط قبل ثلاثة أشهر.

تُظهر الإفصاحات التنظيمية أن قيمة هذه الحيازة بلغت نحو 518 مليون دولار في ذلك التوقيت، ما يعكس توجهاً واضحاً من المجلس نحو زيادة التعرض لأصول الاقتصاد الرقمي، حتى قبيل الهبوط الحاد الذي شهدته بتكوين لاحقاً.

قفزة سعرية قياسية لبتكوين تسبق الانهيار العنيف للسوق

وصلت بتكوين إلى مستوى تاريخي بلغ 126,251 دولاراً مطلع أكتوبر، مدفوعة بتدفقات كبيرة إلى صناديق المؤشرات، وعلى رأسها "آي شيرز بتكوين تراست" الذي تجاوزت أصوله 70 مليار دولار، ليصبح أكبر صندوق مؤشرات للعملات المشفرة عالمياً.

لكن موجة الصعود لم تدم طويلاً؛ إذ أدت عمليات تصفية ضخمة لمراكز ممولة بالديون إلى هبوط السعر إلى ما دون 92 ألف دولار، وسط خسائر واسعة للمستثمرين في المنتجات المرتبطة بالعملة.

استراتيجية تنويع طويلة الأجل: رؤية أبوظبي للذهب الرقمي

أوضح ممثل مجلس أبوظبي للاستثمار أن التوسّع في الاستثمار ببتكوين يأتي كجزء من استراتيجية تنويع ممتدة، مشيراً إلى أن المجلس يرى في العملة الرقمية "مخزناً للقيمة شبيهاً بالذهب"، مع توقعات بأن يصبح لها دور أكبر في النظام المالي الرقمي خلال السنوات المقبلة.

وأكد المتحدث أن المجلس يهدف إلى الاحتفاظ بكل من الذهب وبتكوين ضمن المحفظة الاستثمارية على المديين القريب والبعيد.

مبادلة تحافظ على حيازتها الضخمة من العملة الرقمية

في الوقت ذاته، أفصحت شركة مبادلة للاستثمار—أحد أكبر الصناديق السيادية عالمياً—عن امتلاكها 8.7 ملايين سهم في الصندوق ذاته "IBIT"، بقيمة بلغت 567 مليون دولار بنهاية الربع الثالث، وهي نفس الحيازة المسجّلة في الربع السابق.

ورغم عدم توفر تفاصيل كاملة حول أسعار الشراء، تشير البيانات إلى أن الصندوق فقد نحو 20% من قيمته منذ 30 سبتمبر، بعد ارتفاع محدود تبلغ نسبته 6.2% خلال الربع الثالث.

موجة استثمارات مؤسسية تتزامن مع تراجع لاحق للمستثمرين

لم يكن مجلس أبوظبي للاستثمار وحده في توسيع تعرضه للعملة المشفرة، إذ أظهرت بيانات زيادة استثمار شركة هارفارد مانجمنت في صندوق "IBIT" خلال الفترة نفسها.

لكن التحوّل السريع في اتجاهات السوق دفع المستثمرين لاحقاً إلى تقليص مشاركتهم. ففي نوفمبر وحده، سُحب نحو 3.1 مليار دولار من 12 صندوقاً أميركياً للبتكوين الفوري، من بينها "IBIT" الذي سجل تدفقات خارجة قياسية بلغت 523 مليون دولار في يوم واحد عقب كسر بتكوين مستوى سعري محوري.

أهمية تحركات أبوظبي: قوة مالية تُعيد رسم خريطة الاستثمار الرقمي

تمتلك الإمارات عبر صناديقها السيادية أكثر من 1.7 تريليون دولار من الأصول، ما يجعل قراراتها الاستثمارية بالغة الأهمية في تحديد اتجاهات أسواق ناشئة، وعلى رأسها الأصول الرقمية.

وتبرز مبادلة في السنوات الأخيرة كأحد الفاعلين الرئيسيين في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للعملات المشفرة. ففي وقت سابق من العام، استحوذت شركة تكنولوجية تابعة للصندوق على حصة قيمتها مليارا دولار في منصة "بينانس"، باستخدام عملة مستقرة صادرة عن شركة أميركية.

تحركات تنفيذية جديدة داخل المجلس تعزز التوسع العالمي

يواصل مجلس أبوظبي للاستثمار تعزيز بنيته الإدارية لاستيعاب توسّع أنشطته. فقد عيّن المجلس ألان كارير مديراً تنفيذياً لقسم الأسهم الخاصة، وهو قيادي سابق في مؤسسات استثمار عالمية. كما استقطب بن ساميلد، الرئيس السابق للاستثمار في صندوق الثروة السيادي الأسترالي، ليشغل منصب كبير الاستراتيجيين.

يعتمد المجلس نموذج استثمار وقفي مع تركيز أساسي على الأصول الخاصة، خاصة في أميركا الشمالية، فيما تشير تحركاته الأخيرة إلى استمرار الاهتمام المؤسسي—بل والحكومي—بأصول العملات المشفرة رغم تقلباتها.

سباق عالمي نحو الأصول الرقمية: حكومات تدخل على الخط

تواصل عدة دول ضخ استثمارات مباشرة في العملات المشفرة:

السلفادور أضافت أكثر من 100 مليون دولار إلى حيازتها من بتكوين هذا الأسبوع.

البنك المركزي التشيكي نفذ أول عملية شراء للعملات الرقمية بقيمة مليون دولار.

كازاخستان تعمل على تأسيس صندوق احتياطي وطني للعملات المشفرة قد يصل إلى مليار دولار.