في تقرير تحليلي جديد، رسمت مؤسسة مورجان ستانلي مسارًا معقدًا لمستقبل العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، مؤكدة أن التراجع النسبي في حدة التوترات هذا العام لا يعني انتهاء الصراع، بل يظل الوضع "هشًّا" وقابلاً للاشتعال في أي لحظة.
وأشار محللو البنك إلى أن المستثمرين مطالبون بالاستعداد لمرحلة جديدة من التقلبات خلال العام المقبل، رغم الهدنة التي نتجت عن الاتفاق الذي وقع بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لتعليق بعض الرسوم الجمركية لمدة عام.
ورغم استقبال الأسواق لهذه الخطوة بتفاؤل نسبي، فإن خبراء البنك يرون أن هذا التحسن قصير المدى ولن يستمر طويلاً، خاصة في ظل بقاء جذور الأزمة دون حل.
هدنة "هشّة".. وتحذيرات من عودة التصعيد
أكدت الخبيرة الاقتصادية جيني زينغ أن التحسن الظاهر في العلاقات بين البلدين مجرد استراحة قصيرة، موضحة أن الولايات المتحدة لم تعد تنفرد بإدارة قواعد اللعبة الاقتصادية، وأن النظام العالمي يشهد تحولاً عميقًا.
وحذرت زينغ من أن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين مرشحة للتدهور مجددًا، مع استمرار المواجهة التنافسية بين القوتين على جبهات متعددة.
وترى أن هذه المرحلة ستشهد نمطًا جديدًا عنوانه المفاوضات المتقطعة والاشتباكات الدورية والهدنات المؤقتة، وهي "القاعدة الجديدة" للتعامل بين البلدين.
السيناريو الأول: هدنة لعام واحد (السيناريو الأساسي)
يرجّح مورجان ستانلي هذا السيناريو بوصفه المسار الأقرب للتحقق، حيث تستمر الهدنة لمدة عام مع وقوع توترات خفيفة قد تعيد بعض موجات النزاع التجاري.
تأثير هذا السيناريو على الاقتصاد:
خفض الرسوم بنسبة 10 نقاط مئوية قد يرفع نمو الصادرات الصينية بنحو 1%.
زيادة طفيفة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 0.1% فقط.
الصين تجري تعديلات تدريجية لإعادة توازن اقتصادها، لكن تأثيرها سيظل محدودًا.
ويرى البنك أن هذا السيناريو لا يغير المشهد جذريًا، لكنه يمنح الأسواق فترة استقرار نسبي.
السيناريو الثاني: انهيار الهدنة وعودة الحرب التجارية
يعد السيناريو الأكثر تشاؤمًا، ويقوم على احتمال انهيار الهدنة قبل نهايتها، وهو ما يعني:
عودة الرسوم الجمركية بقوة.
تجدد قيود التجارة وعرقلة سلاسل الإمداد العالمية.
ضغوط حادة على مؤشر MSCI China.
إمكانية فرض قيود متبادلة بين البلدين على المعادن النادرة والتقنيات المتقدمة.
ويحذر التقرير من أن هذا المسار سيقود إلى اضطرابات واسعة في التجارة الدولية والتكنولوجيا، مع تأثيرات سريعة ومؤلمة على الأسواق العالمية.
السيناريو الثالث: انتعاش صيني قوي (السيناريو المتفائل)
يرسم السيناريو الأكثر إيجابية صورة مغايرة، حيث تتجه الصين نحو تعزيز الاستهلاك المحلي لتقليل الضغوط الانكماشية، بما يدعم نموًا أكثر توازنًا واستقرارًا.
نتائج متوقعة في هذا السيناريو:
تحسن ملحوظ في وضوح السياسات الاقتصادية.
انخفاض علاوات المخاطر وتحسن تدفقات الاستثمارات الأجنبية.
دعم قوي لأسهم النمو والصادرات.
ارتفاع تقييم مؤشر MSCI China ليصل إلى 14 ضعف الأرباح المتوقعة أو أكثر.
ويرى البنك أن هذا السيناريو سيعيد الثقة إلى الأسواق، لكنه يظل أقل احتمالاً مقارنة بالسيناريو الأساسي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض