كشفت دراسة حديثة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن الولايات المتحدة تُعد من بين أضعف الدول في تطبيق آليات تسعير الكربون، وبالأخص نظام تداول الانبعاثات الذي يُعتبر أداة سوقية رئيسية لتقليل التلوّث ودعم التحول نحو الطاقة النظيفة.
وبحسب التقرير، لم تُغطِّ آليات تداول الانبعاثات سوى 7% فقط من إجمالي الانبعاثات الأمريكية خلال عام 2023، لتأتي الولايات المتحدة في ذيل القائمة إلى جانب كل من اليابان وآيسلندا.
انقسام داخلي حول جدوى تسعير الكربون
يعكس التراجع الأمريكي نقاشاً داخلياً مستمراً حول فرض سعر مباشر على انبعاثات الكربون، وسط انقسام سياسي حاد بين من يرى أن هذه الأدوات تمثل عبئاً على الصناعة وقطاع الطاقة، ومن يعتبرها ضرورة أساسية لإنجاح جهود خفض الانبعاثات في البلاد.
ورغم سياسات الطاقة النظيفة التي تبنتها واشنطن خلال السنوات الأخيرة، إلا أن أرقام المنظمة تُظهر بوضوح اتساع الهوة بين الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الأخرى، خاصة في أوروبا.
ألمانيا النموذج المقابل: أكثر من 80% تغطية للانبعاثات
على الجانب الآخر، قدّمت ألمانيا الصورة المعاكسة تماماً، إذ غطت أنظمة تسعير الكربون لديها 84% من إجمالي الانبعاثات في عام 2023، بفضل الجمع بين نظامين يعملان بالتوازي:
1. نظام تداول الانبعاثات الأوروبي (EU ETS 1)
يغطي قطاعات:
الكهرباء
الصناعة
الطيران
الشحن
2. النظام الوطني الألماني (nEHS)
يغطي:
النقل
التدفئة
النفايات
ويغطي كل نظام أكثر من 40% من الانبعاثات، ما يجعل ألمانيا من أكثر الدول تقدماً في تطبيق آليات تسعير الكربون، رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الطاقة خلال السنوات الأخيرة.
دول آسيوية في المقدمة عند احتساب جميع أدوات التسعير
تشير دراسة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن تسعير الكربون لا يقتصر على تداول الانبعاثات فقط، بل يشمل كذلك:
الضرائب المباشرة على ثاني أكسيد الكربون
الضرائب غير المباشرة على الوقود
مع خصم الدعم الموجه للوقود الأحفوري
ومع اعتماد هذا التصنيف الشامل، تتصدر دول آسيوية مثل:
كوريا الجنوبية
لوكسمبورج
سنغافورة
بينما تظل ألمانيا ضمن الدول الأكثر تقدماً عالميًا، في حين تبقى الولايات المتحدة في مراحل متأخرة مقارنة بالقوى الاقتصادية الكبرى.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض