خبير: شيكات ترامب الممولة من الرسوم الجمركية لن تُحدث أثرًا اقتصاديًا فعليًا


الجريدة العقارية الجمعة 14 نوفمبر 2025 | 06:27 مساءً
ترامب
ترامب
محمد فهمي

قال توم إيساي، الخبير الاقتصادي، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توزيع 2000 دولار على معظم دافعي الضرائب من حصيلة الرسوم الجمركية، قد لا يكون ذو جدوى اقتصادية كبيرة، مرجحًا أن يكون تأثيره السياسي أكبر من أثره على الاقتصاد.

وأوضح إيساي، في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج، أن هذه المبالغ ستُرسل عبر البريد، بتمويل مباشر من عوائد التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية منذ أبريل، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، وتحديدًا خلال فترة جائحة كورونا، أثبتت أن الشيكات التحفيزية لم تكن استراتيجية فعّالة أو مستدامة لتهدئة الاقتصاد أو السيطرة على الأسعار.

وأضاف: "الناس سيُقدّرون الحصول على هذه الشيكات، لكنهم في النهاية يهتمون بالسياسات الاقتصادية ومعقولية الأسعار، وليس بالمكاسب اللحظية."

تأثير التضخم… محدود هذه المرة

ورأى إيساي أن هذه الخطوة لن تدفع التضخم للارتفاع بشكل كبير، كما حدث في 2021–2022، لأن الشيكات الحالية تُصرف لمرة واحدة فقط، وبقيمة لا تُقارن بحزم التحفيز الضخمة التي ضُخت خلال الجائحة.

هل الخطوة سياسية؟

وفي تفسيره للدوافع، قال إيساي إن تأثير هذه الخطوة يبدو “سياسيًا بالدرجة الأولى”، معتبرًا أنها قد تهدف إلى تعزيز شعبية ترامب خلال المرحلة المقبلة، إذ يتوقع أن يتلقى المواطنون الشيكات بشكل مباشر من الحكومة الفيدرالية.

إعلان حالة الطوارئ… ودور الكونجرس

وأشار إيساي إلى أن ترامب أعلن حالة طوارئ وطنية بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية، مُتيحًا لنفسه فرض تعريفات جمركية على شركاء تجاريين رئيسيين مثل أوروبا وكندا، رغم صعوبة ربط هذه الخطوات بتهديد الأمن القومي.

وأضاف أن الكونغرس، رغم اعتراض البعض، قد لا يتدخل بقوة، لا سيما أن الحزب الجمهوري يسيطر عليه، وقد يدعم ترامب حتى لو خسر أي طعن قانوني أمام المحكمة العليا، لأن هذه الخطوة تُعتبر مصدرًا لمليارات الدولارات من خلال الرسوم الجديدة.

ووصف إيساي هذه التطورات بأنها "علامة فارقة في تحوّل الولايات المتحدة نحو نهج أكثر إمبريالية" على حد تعبيره، في سياق تركيز السلطات التجارية بيد الرئيس.

الخيارات المقبلة في حال خسارة ترامب قضائيًا

وعن السيناريو المحتمل إذا خسر ترامب الحكم القضائي المتعلق بفرض التعريفات، رأى إيساي أن أمامه خيارات محدودة، أبرزها: تكثيف الاتفاقيات التجارية الثنائية على غرار الاتفاق الأخير مع سويسرا، التحول نحو نموذج تجاري أحادي الجانب يمنح الولايات المتحدة نفوذًا أكبر لكنها قد تدفع ثمناً سياسياً واقتصادياً على المدى الطويل.

وختم إيساي بالقول إن مسار التجارة الأمريكية قد يشهد تحولًا عميقًا إذا استمرت الإدارة في توسيع سلطاتها التجارية على حساب الأطر متعددة الأطراف.