قال جاري هاوف باور، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية وكبير الباحثين في معهد "بيترسن للاقتصاد الدولي"، إن الإغلاق الحكومي الحالي في الولايات المتحدة هو الأطول والأكثر تأثيرًا في تاريخ البلاد الحديث، محذرًا من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة.
وأوضح هاوف باور في مداخلة مع قناة الشرق أن قرار تقليص عدد الرحلات الجوية جاء نتيجة الضغوط المتزايدة على المراقبين الجويين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ بدء الإغلاق، رغم أن وظائفهم تعتبر "حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها".
وأضاف أن العديد من العاملين في هذا القطاع "اضطروا للتوقف عن العمل بسبب عدم قدرتهم على تغطية احتياجاتهم المعيشية الأساسية مثل الإيجار والغذاء"، لافتًا إلى أن الأزمة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأمريكيون المتضررون من تعطيل مؤسسات الحكومة الفيدرالية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أغلب المواطنين الأمريكيين لا يشعرون مباشرة بأثر الإغلاق حتى الآن، لأن برامج مثل "مديكير" وغيرها ما زالت تعمل جزئيًا، إلا أن الأزمة بدأت تمتد إلى قطاعات النقل والخدمات العامة، ما يهدد بموجة ارتباك اقتصادي أوسع.
وفي سياق سياسي، أوضح هاوف باور أن الرئيس دونالد ترامب يواجه ضغوطًا متزايدة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، ويحاول تحميل الديمقراطيين مسؤولية استمرار الإغلاق، مشيرًا إلى أن "الطرفين لم يقدما حتى الآن تنازلات حقيقية يمكن أن تنهي الأزمة".
وأضاف أن التاريخ الأمريكي شهد عدة إغلاقات حكومية، لكنها "كانت تحل عادة عبر لجان مشتركة تقدم حلولًا وسطية"، مؤكدًا أن الوضع الحالي "يختلف تمامًا بسبب تصلب المواقف الحزبية".
وختم هاوف باور بالقول إن استمرار الإغلاق "يضر بثقة المستثمرين ويؤثر على صورة الاقتصاد الأمريكي عالميًا"، محذرًا من أن "أي تأخير إضافي في إنهاء الأزمة قد ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي وسوق العمل خلال الأشهر المقبلة".
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض