تصاعد التوترات في الأمريكتين والبحر الكاريبي وسط خلافات تجارية وعسكرية ودبلوماسية


الجريدة العقارية الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 | 10:01 مساءً
محمد شوشة

تصاعدت التوترات الدولية والإقليمية في الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي، مع زيادة الخلافات التجارية والسياسية بين البرازيل والولايات المتحدة، ورفض المكسيك لأي تدخل عسكري أحادي الجانب على أراضيها، في حين عززت روسيا وجودها الدبلوماسي مع فنزويلا لضمان استقرار المنطقة.

محادثات الرئيس البرازيلي مع ترامب

أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الثلاثاء، أنه سيعاود الاتصال بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا لم تحرز المحادثات بين البلدين تقدمًا قبل انتهاء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30) الذي تستضيفه البرازيل هذا الشهر، مشيرًا إلى استعداد حكومته لجولات تفاوضية جديدة لحل الخلافات التجارية القائمة.

وقال لولا للصحفيين في بيليم، عقب اجتماعه مع ترامب في ماليزيا في أكتوبر، إن اللقاء هدف إلى تخطي التوترات بين البرازيل والولايات المتحدة بعد أن رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من معظم السلع البرازيلية من 10% إلى 50% في أغسطس الماضي.

وأضاف: "غادرتُ الاجتماع وأنا على يقين من أننا سنتوصل إلى اتفاق، وأخبرته أنه من المهم جدًا أن يبدأ مفاوضونا الحوار قريبًا"، مشيرًا إلى أن نائب الرئيس جيرالدو ألكمين ووزير المالية فرناندو حداد مستعدان لجولة جديدة من المفاوضات، ويمكن أن يسافرا إلى الولايات المتحدة إذا لزم الأمر، مضيفًا: "عندما ينتهي مؤتمر المناخ، إذا لم يتم تحديد موعد الاجتماع بين مفاوضينا ومفاوضيه بعد، فسوف أتصل بترامب مرة أخرى".

التدخل العسكري الأمريكي في المكسيك

في المكسيك، شددت الرئيسة كلوديا شينباوم اليوم الثلاثاء على أن أي عمل عسكري أمريكي أحادي الجانب داخل البلاد لن يحدث، في رد على تقرير لشبكة إن بي سي نيوز نُشر يوم أمس الإثنين، أفاد بأن الولايات المتحدة بدأت التخطيط التفصيلي لمهمة جديدة لمكافحة الكارتل داخل المكسيك، بما في ذلك إرسال قوات وضباط استخبارات إلى البلاد.

وأوضحت شينباوم: "ليس لدينا أي تقارير تشير إلى حدوث ذلك.. وإلى جانب ذلك، لا نوافق على ذلك".

وأكدت الرئيسة المكسيكية رفضها المتكرر لأي تدخل عسكري أمريكي أحادي الجانب، بما في ذلك عروض ترامب بإرسال قوات للمساعدة في مكافحة عصابات المخدرات، مشيرة إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة منذ أوائل سبتمبر، ضد سفن يُشتبه في تهريبها للمخدرات في شرق المحيط الهادئ والبحر الكاريبي، أسفرت عن مقتل العشرات، بينما اتهمت الإدارة الأمريكية الضحايا بأنهم مهربو مخدرات دون تقديم أي أدلة.

توترات منطقة البحر الكاريبي

على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن روسيا ما زالت على اتصال مستمر مع فنزويلا بشأن التوترات في منطقة البحر الكاريبي، مشيرًا إلى أن الاتصالات تهدف لمتابعة التطورات وضمان عدم تصاعد الأوضاع.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عنه قوله: "لدينا اتصالات عمل مستمرة مع فنزويلا"، لكنه رفض إعطاء تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الاتصالات.

وكان بيسكوف قد صرح في نهاية الأسبوع الماضي بأن روسيا ترغب في أن يظل الوضع بين فنزويلا والولايات المتحدة هادئًا، وضمان عدم اندلاع صراعات جديدة في المنطقة، كما نددت وزارة الخارجية الروسية بالقوة العسكرية المفرطة التي تستخدمها الولايات المتحدة في البحر الكاريبي، مؤكدة دعمها لقادة فنزويلا.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي خلال الأشهر الأخيرة، واستهدافها حملة ضد ما تصفه بتجارة المخدرات غير المشروعة، شملت ما لا يقل عن 14 قاربًا وأسفرت عن مقتل 61 شخصًا. 

كما سبق أن وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اتفاقية شراكة استراتيجية في موسكو في مايو الماضي لتعزيز التعاون بين البلدين.