أكد وزير السياحة أحمد الخطيب أن قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية يواصل نموه المتسارع، محققًا أرقامًا غير مسبوقة في أعداد الزوار والإنفاق السياحي، ليصبح أحد أبرز القطاعات المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح خلال حديث مع قناة العربية بيزنيس أن المملكة تجاوزت في العام الماضي حاجز 116 مليون سائح – وهو الهدف الذي كان مقررًا تحقيقه في عام 2030 – مشيرًا إلى أن الإنفاق السياحي بلغ نحو 260 مليار ريال من الزوار المحليين والدوليين. وأضاف أن القطاع واصل أداءه القوي خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري 2025، حيث وصل الإنفاق إلى 220 مليار ريال، فيما بلغ عدد الزوار أكثر من 90 مليون سائح، منهم 21 مليون زائر دولي ونحو 70 مليون سائح محلي.
وبيّن أن الاستثمارات الفندقية تشهد توسعًا كبيرًا، حيث يجري العمل على إنشاء ما بين 180 إلى 190 ألف غرفة فندقية جديدة في مختلف مناطق المملكة، تضاف إلى 550 ألف غرفة مرخصة حاليًا، مبينًا أن المملكة باتت جاهزة لاستضافة الفعاليات العالمية الكبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
وأشار الخطيب إلى أن القطاع الفندقي يشهد دخول علامات عالمية جديدة مثل “دبليو هوتيل” و“باكارات” وافتتاح خمسة فنادق “فور سيزونز” جديدة قيد الإنشاء، مؤكدًا أن هذا النمو يعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في السوق السعودية، بدعم مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله.
وفي حديثه عن توزيع المشاريع السياحية، أوضح أن مناطق مثل عسير والبحر الأحمر والعلا والمدينة المنورة والرياض تشهد توسعًا متسارعًا، مشيرًا إلى أن مشروع رؤى المدينة ومبادرات القطاع الخاص وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) ستسد الفجوة في عدد الغرف الفندقية خلال السنوات المقبلة.
وأضاف الخطيب أن وزارة السياحة تعمل على تحقيق التكامل في تجربة السائح من خلال توفير خيارات متنوعة في السكن، والمطاعم، والتجزئة، والفعاليات، فضلًا عن تعزيز الربط الجوي، حيث تم فتح خطوط مباشرة مع أكثر من 20 مدينة عالمية خلال الثلاث سنوات الماضية، منها رحلات إلى الصين، والهند، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
وحول السياحة الصينية، كشف الخطيب عن نمو كبير في أعداد الزوار من الصين، حيث ارتفع العدد من 50 ألف زائر في عام 2019 إلى أكثر من 400 ألف زائر العام الماضي، مشيرًا إلى أن المستهدف الوصول إلى مليون زائر صيني هذا العام، وخمسة ملايين بحلول عام 2030، بفضل الاتفاقيات الموقعة مع شركات كبرى مثل Trip.com.
وفيما يتعلق بدور القطاع في خلق الوظائف، أوضح معاليه أن قطاع السياحة السعودي وفر أكثر من 250 ألف وظيفة جديدة خلال السنوات الخمس الماضية، ليتجاوز إجمالي العاملين في القطاع مليون موظف، مشيرًا إلى أن نسبة مشاركة المرأة بلغت 46%، وهي من الأعلى عالميًا.
وأكد أن السياحة تسهم حاليًا بـ5% من الناتج المحلي الإجمالي، مستهدفًا الوصول إلى 10% بحلول عام 2030، مبينًا أن القطاع يعد من أكثر القطاعات قدرة على خلق فرص العمل، إذ "يُتوقع أن يخلق وظيفة من كل ثلاث وظائف جديدة بحلول عام 2035".
واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن المملكة أصبحت وجهة سياحية عالمية، بفضل ما تتمتع به من تنوع طبيعي وثقافي فريد، وتكامل في البنية التحتية، ودعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة لقطاع السياحة بوصفه أحد ركائز اقتصاد المستقبل.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض