الذهب يتراجع بعد موجة صعود تجاوزت ألف دولار.. وخبير يوضح الأسباب

أكد خبير المعادن النفيسة محمد صلاح، أن التراجعات الحادة التي شهدتها أسعار الذهب والفضة خلال الأيام الأخيرة تُعد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة ارتفاعات قوية وغير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الذهب لا يزال في منطقة ربحية مرتفعة رغم الانخفاض الحالي.

وقال صلاح في مداخلة مع العربية بيزنيس: "الذهب ارتفع في نحو 40 يومًا بأكثر من ألف دولار، وهي أرقام كبيرة كان من الطبيعي أن تتبعها حركة تصحيح تتجاوز 500 إلى 600 دولار. الرالي الصاعد استمر لفترات طويلة دون جني أرباح حقيقي".

وأضاف أن الزخم الكبير الذي دعم الذهب في الفترة الماضية جاء نتيجة عوامل متعددة، أبرزها التوترات التجارية بين القوى الكبرى، ومخاوف المستثمرين من مستقبل الدولار كعملة احتياط عالمية، إلى جانب مشتريات ضخمة من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار (ETFs).

وأوضح أن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب بشأن خفض الفائدة قد لا يكون له تأثير فوري على الأسعار، لأن الأسواق "سعّرت" هذا الحدث مسبقًا، مؤكدًا أن الذهب تحرك خلال العام استنادًا إلى توقعات الأحداث لا إلى وقوعها الفعلي.

وعن مستقبل المعدن الأصفر، قال صلاح: "حتى مع تراجع الذهب بنسبة 10%، إذا أغلق العام على مكاسب تتجاوز 40% فسيُعتبر عامًا تاريخيًا واستثمارًا ناجحًا."

 الفضة "بنت عم الذهب"

وفيما يتعلق بالفضة، أوضح صلاح أن ارتفاعها كان مرتبطًا بالزخم الإيجابي في سوق الذهب أكثر من ارتباطه بأساسياتها الصناعية، مضيفًا أن أكثر من 60% من الطلب على الفضة يأتي من القطاع الصناعي، والذي يواجه تباطؤًا بسبب التوترات التجارية العالمية.

وأشار إلى أن الفضة "تتحرك دائمًا في نفس الاتجاه مع الذهب، ولا يمكن أن تنفصل عنه إلا في حال تحسن الطلب الصناعي العالمي بشكل واضح."