إريك هيدبورغ:
الخردة أصبحت محركًا رئيسيًا للتحول نحو صناعة صلب منخفضة الكربون في العالم العربي
تحسين منظومة جمع ومعالجة الخردة يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في المنطقة
تاو باي:
الدول العربية تمتلك فرصة فريدة لتحويل الخردة إلى ثروة وطنية استراتيجية
أنظمة الجمع الحكومية وتنظيم السوق غير الرسمي أساس استقرار إمدادات الخردة
أحمد العماوي:
الاستثمار في الخردة يخفّض التكاليف ويعزز تنافسية صناعة الصلب العربية عالميًا
إيكاترينا أوراكوفا:
تعظيم استخدام الخردة يحقق فوائد بيئية واقتصادية هائلة للمنطقة العربية
تطوير سياسات تتبع رقمية للخردة خطوة حاسمة نحو الشفافية والاستدامة الصناعية
شهدت الجلسة العاشرة من المؤتمر، التي ترأسها إيريك هيدبورج رئيس قسم المواد الخام لصناعة الصلب بمؤسسة CRU، والذي استهل حديثه بالإشارة إلى أن الخُردة المعدنية لم تعد نفايات منخفضة القيمة كما كانت تُصنّف سابقًا، بل أصبحت عنصرًا استراتيجيًا في صناعة الصلب الحديثة، مشيرًا إلى أنها تمثل اليوم ما يقارب 40% من المواد الخام المستخدمة في إنتاج الصلب في الدول العربية، وهي نسبة تتزايد عامًا بعد عام.
قمة مسقط للصلب
وقال هيدبورج، إن الخُردة تمثل اليوم أحد أعمدة التحول نحو صناعة منخفضة الكربون، فهي تُسهم في خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، فضلًا عن كونها أداة اقتصادية فعالة لتقليل كلفة الإنتاج وتقليص الاعتماد على المواد الخام المستوردة، مضيفًا أن المنطقة العربية أمام فرصة فريدة لتطوير منظومة متكاملة لجمع ومعالجة وتدوير الخردة، لاسيما في ظل الطفرة العمرانية الكبرى التي تشهدها المدن العربية، موضحًا أن ذلك يتطلب تحسين أساليب الجمع والفرز، ووضع المعايير التنظيمية، وتوفير التمويل اللازم لتأسيس اقتصاد دائري مستدام للصلب.
قمة مسقط للصلب
وأكد رئيس الجلسة أن تعزيز البنية التحتية لأنشطة إعادة التدوير، وتبني أنظمة تتبع رقمية وتنظيم عمل جامعي الخُردة غير الرسميين، يعدّ من أهم المتطلبات لبناء سلاسل إمداد مستقرة وفعالة، داعيًا إلى تعاون حقيقي بين القطاعين العام والخاص لتسريع هذا التحول.
من جانبه، قال تاو باي المدير العام التجاري لشركة EMR، إن الخُردة هي مستقبل صناعة الصلب العالمية، وليست مجرد بديل مؤقت، مؤكدًا أن الاقتصادات التي تستثمر في تطوير منظومتها الخاصة لتدوير الخُردة هي التي ستحتفظ بقدرتها التنافسية في العقود المقبلة.
وأوضح أن استخدام الخُردة لا يقتصر على كونه خيارًا بيئيًا، بل هو حل اقتصادي طويل الأمد يقلل التكاليف التشغيلية ويعزز استقرار الإنتاج، مضيفًا أن المعادلة الجديدة لصناعة الصلب هي أن الاقتصاد الدائري هو الطريق الوحيد للاستدامة والربحية معًا.
رجل الأعمال أحمد عز
وأشار تاو باي إلى أن تحسين جودة الخُردة عبر التقنيات الحديثة في الفرم والمعالجة سيسمح بإنتاج صلب عالي النقاء منخفض الكربون، لافتًا إلى أن الشركات العربية يمكنها أن تستفيد من الخبرات الدولية في إنشاء مراكز إقليمية لتجميع وفرز الخُردة وتطوير منظومات تمويل واستثمار محفزة، تضمن تدفق المواد الخام داخليًا دون الاعتماد الكامل على الواردات.
أما أحمد العماوي، رئيس قسم المواد الخام بشركة قطر ستيل، فقد أوضح أن الخُردة تشكل محورًا استراتيجيًا في رؤية قطر لتطوير صناعة الصلب المستدامة، مؤكدًا أن بلاده اتخذت خطوات عملية نحو تحسين جمع ومعالجة الخُردة بما يتوافق مع معايير الاقتصاد الدائري.
وقال العماوي، إن رفع نسبة الخُردة في عمليات الإنتاج يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق التزامات الشركات تجاه البيئة، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر في العالم العربي ليس في توفر الخُردة وإنما في تنظيم تدفقها عبر سلاسل الإمداد.
قمة مسقط للصلب
وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى أطر تشريعية واضحة لتشجيع الاستثمار في قطاع إعادة التدوير، إلى جانب توفير الحوافز لاعتماد أفران القوس الكهربائي التي تمكّن من استغلال الخُردة بأعلى كفاءة ممكنة.
وأكد أن التكامل بين الحكومات والقطاع الصناعي وقطاع إدارة النفايات هو المدخل الحقيقي لبناء اقتصاد دائري فعّال ومستدام في المنطقة العربية.