شهد سعر الذهب قفزة نوعية تجاوزت مستوى 4100 دولار للأوقية، في ظل تزايد حالة القلق وعدم اليقين على الصعيد العالمي.
دفع هذا الارتفاع القياسي المستثمرين بقوة للبحث عن الملاذات الآمنة، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتجديد الرئيس الأمريكي لتهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية، مما يعكس التأثير المباشر للأحداث الاقتصادية والسياسية على سوق الذهب.
توقعات خفض الفائدة والحرب التجارية تعزز صعود الذهب تخطى سعر الذهب مستوى 4100 دولار للأوقية في المعاملات الفورية، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 2.1% ليبلغ 4099.55 دولار، ولامس أعلى قمة له عند 4103.58 دولار خلال الجلسة.
وقد تعزز هذا الصعود بالتوقعات المتزايدة بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، بالإضافة إلى تجدد التصعيد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وزادت تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية من حالة عدم التيقن لدى المستثمرين، مما رفع جاذبية الذهب.
الذهب والفضة يتصدران الأسواق بصعود تاريخي
شهد الذهب ارتفاعاً متزايداً بلغت نسبته 56% منذ بداية العام، متجاوزاً حاجز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى الأسبوع الماضي، مدعوماً بالضبابية الجيوسياسية والاقتصادية.
وسجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعاً بنسبة 3% لتصل إلى 4120.10 دولار.
وفي الوقت ذاته، صعدت الفضة إلى ذروتها التاريخية، بالوصول إلى 51.95 دولار للأوقية، مدفوعة بنقص المعروض وقوة الطلب من المستثمرين الباحثين عن الأصول الآمنة.
وأوضح جيفري كريستيان، الشريك الإداري في مجموعة (سي. بي. إم جروب)، أن ارتفاع أسعار الذهب والفضة مرتبط بشكل مباشر بمخاوف المستثمرين من الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مع دعم إضافي من التوقعات الخاصة بتخفيض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.
توقعات مستقبلية ومؤشرات فنية للاستثمار الآمن
تشير بيانات أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي. إم. إي" إلى توقعات بنسبة 97% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهر أكتوبر، وبنسبة 100% لخفض أكبر في شهر ديسمبر، مما يرفع جاذبية الذهب كأصل استثماري محصن ضد تقلبات الدولار.
ويتوقع محللو "بنك أوف أمريكا" و"سوسيتيه جنرال" وصول أسعار الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، بينما رفع بنك "ستاندرد تشارترد" توقعاته إلى متوسط 4488 دولاراً للأوقية العام المقبل.
فنياً، يبلغ مؤشر القوة النسبية للذهب 80 نقطة، وللفضة 83 نقطة، مما يشير إلى إقبال زائد من المستثمرين قد يهيئ السوق لتقلبات مستقبلية.
كما ارتفع معدن البلاتين بنسبة 4.6%، وبلغ سعره 1660.57 دولاراً، وصعد البلاديوم إلى 1482 دولاراً بزيادة 5.4%، مما يعكس سيولة نشطة في المعادن النفيسة الأخرى.