واصلت أسعار النفط ارتفاعها بعد إشارات إيجابية من البيت الأبيض تُفيد بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين، بهدف احتواء التوترات التجارية الجديدة بين أكبر مستهلكين للنفط في العالم.
هذا التحسن جاء بعد تراجع كبير يوم الجمعة، لكنه لم يرفع سعر خام غرب تكساس الوسيط فوق حاجز الـ 60 دولاراً للبرميل. ارتفع خام "برنت" تسليم ديسمبر بنسبة
0.94% ليصل إلى 63.32 دولار للبرميل، فيما صعد خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 1% ليستقر عند 59.60 دولار للبرميل، مرتداً من تراجعه الذي كان الأكبر منذ شهر مايو الماضي.
جاء التحول في النبرة الأمريكية تجاه بكين في أعقاب جولة جديدة من الرسوم الجمركية والقيود على الصادرات أعلنتها الولايات المتحدة يوم الجمعة.
كما شهدت الأسهم تعافياً ملحوظاً على خلفية هذا التطور، مما قدم دعماً إضافياً لسوق النفط. ورغم أن الرسوم المقررة في الأول من نوفمبر لا تزال قائمة ضمن الخطة، فقد صرح الرئيس الأمريكي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في الساعات الآسيوية المبكرة من يوم الإثنين: "سنكون بخير مع الصين".
ترى رزان هلال، محللة الأسواق في شركة "ستون إكس"، أن الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية تضغط مجدداً على أسعار النفط في الوقت الراهن.
إلا أنها أوضحت أن التوترات الجمركية، على المدى الأبعد، كانت بمثابة صدمات مؤقتة على الطلب في عام 2025، ممهدة في الغالب الطريق لاحقاً لتسويات تجارية أكثر ملاءمة وانتعاشات دورية.
وفي سياق منفصل يزيد من حالة عدم اليقين الجيوسياسي، أشار الرئيس ترامب إلى أنه يدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، مما يزيد من خطر حدوث مزيد من الاضطرابات في إمدادات النفط من روسيا، الدولة العضو في تحالف "أوبك+".
من جانبه، أشار دنيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في شركة "بي أو كيه فايننشال"، إلى أن المتعاملين لا يزالون متشككين في أن التجارة مع الصين قد تظل متقلبة حتى التوصل إلى اتفاق، وهو ما قد يشكل عامل ضغط على أسعار النفط في المدى القريب.
وحذر من أن استمرار أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 60 دولاراً للبرميل من شأنه أن يؤدي إلى خفض مستمر في أعداد منصات الحفر، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع أرقام الإنتاج الأمريكي.
وقد أضافت خطوة الصين بفرض رسوم على السفن المملوكة لشركات أمريكية تصل إلى موانئها طبقة أخرى من التعقيد، متسببة في عمليات إلغاء شملت ناقلات النفط، مما أدى إلى قفزة في أسعار الشحن.
في الوقت نفسه، أضافت هذه الإجراءات التجارية طبقة جديدة من الغموض على آفاق سوق النفط، التي تراجعت خلال الأسبوعين الماضيين مع قيام تحالف "أوبك+" بزيادة الإمدادات.
وتتزايد المخاوف من تفاقم فائض المعروض المتوقع في وقت لاحق من هذا العام، خاصة بعد أن ذكرت "أوبك" في تقريرها الشهري أن التحالف رفع إنتاجه بمقدار 630 ألف برميل يومياً في شهر سبتمبر.
وفي الأثناء، خفّف اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من المخاوف بشأن تجدد القتال في الشرق الأوسط، وهو مصدر نحو ثلث إمدادات النفط في العالم، بعد إفراج حماس يوم الإثنين عن آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة.