في تحول لافت يهز أسواق السلع والمعادن الثمينة، توقع خبير الأسواق البارز إد يارديني، رئيس شركة "يارديني للأبحاث" (Yardeni Research)، أن يرتفع سعر الذهب إلى مستوى غير مسبوق يلامس 10,000 دولار أمريكي للأوقية (الأونصة) بحلول عام 2028.
تمثل هذه القفزة زيادة هائلة تقارب 150% عن مستوياته الحالية، مشروطة باستمرار المسار الصعودي مدفوعاً بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة العالمية.
ووفقاً لمذكرة بحثية نقلتها مجلة "فورتشن" (Fortune) الأمريكية، جاء قرار يارديني برفع توقعاته بعد أن تجاوز الذهب مراراً أهدافه السعرية التي حددها مسبقاً قبل المواعيد المقررة. وقد تخطى سعر الذهب بالفعل حاجز 4,000 دولار للأوقية هذا الأسبوع، ليواصل صعوده القوي.
لماذا الذهب ملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية؟
تأتي قفزة الأسعار الأخيرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين، إلى جانب قيود جديدة على صادرات البرمجيات الأمريكية. هذا الإعلان أحدث تراجعات في الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين فوراً نحو المعادن الثمينة كالذهب والفضة باعتبارها ملاذات آمنة تقليدية.
عدّد يارديني عدة عوامل أساسية تدعم وصول الذهب إلى هذا الهدف السعري الطموح:
التحوط التقليدي ضد التضخم: استمرار دور الذهب كأداة رئيسية لحماية رؤوس الأموال من تآكل القوة الشرائية الناتج عن التضخم.
تغيرات سياسات البنوك المركزية: توجه البنوك المركزية العالمية نحو تقليص تعرضها للدولار الأمريكي، خاصة بعد تجميد الأصول الروسية، مما يزيد من الطلب على الذهب كأصل احتياطي بديل.
تداعيات الفقاعة العقارية الصينية: الآثار السلبية والمستمرة لانهيار فقاعة الإسكان في الصين على استقرار الاقتصاد العالمي.
السياسة التجارية للولايات المتحدة: التأثيرات المحتملة للسياسات التجارية الحمائية التي يتبناها الرئيس السابق دونالد ترامب.
هل نرى 10,000 دولار قبل نهاية العقد؟
صرح يارديني: "نستهدف الآن وصول سعر الذهب إلى 5,000 دولار بحلول عام 2026.
وإذا استمر الوضع العالمي على هذا المسار التصاعدي للتوتر وعدم اليقين، فقد يصل السعر إلى 10,000 دولار قبل نهاية العقد".
وأشار إلى أن المسار السعري للذهب منذ أواخر عام 2023 يجعله قادراً على ملامسة مستوى 10,000 دولار بين عامي 2028 و2029.
وفي مذكرة منفصلة، أشار الخبير المالي حمد حسين إلى أن الخوف من فوات فرص الربح يضغط على المستثمرين، مما يصعّب عملية تقييم الذهب "بموضوعية".
ومع ذلك، توقع حسين استمرار الارتفاع طالما بقيت العوامل المواتية قائمة، مع ترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصاعد حالة اللايقين الجيوسياسي.
وختم حسين تحليله بقوله: "إجمالاً، نعتقد أن الأسعار سترتفع بشكل طفيف اسمياً خلال العامين المقبلين".