تصاعد النشاط الزلزالي في إثيوبيا وسط تحذيرات من ضرورة مراجعة تصميم سد النهضة


الجريدة العقارية السبت 11 أكتوبر 2025 | 10:08 مساءً
زلزال إثيوبيا
زلزال إثيوبيا
حسين أنسي

صرّح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بأن شمال إثيوبيا شهد مساء اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 سلسلة من الزلازل المتوسطة بلغت أعنفها 5.6 درجة على مقياس ريختر، وقعت على عمق 10 كيلومترات في تمام الساعة 7:20 مساءً بتوقيت القاهرة، وعلى بُعد نحو 600 كيلومتر شمال شرق سد النهضة.

وأوضح «شراقي» عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن مركز الزلزال يقع شمال منطقة الأخدود الإفريقي في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الهزة الرئيسية سبقها زلزالان آخران، أحدهما بقوة 4.2 درجة، والآخر 5.3 درجة في الساعة 7:01 مساءً. وأضاف أن موجة زلزالية شهدتها إثيوبيا بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، حيث تم تسجيل 262 زلزالًا خلال عام 2025، رغم أن المتوسط المعتاد لم يكن يتجاوز 6 زلازل سنويًا قبل عام 2021، لافتًا إلى أن أشد تلك الزلازل بلغت قوته 5.9 درجة في 14 فبراير 2025.

وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أن زلزالًا سابقًا هو الأقرب إلى سد النهضة، كان قد وقع في 8 مايو 2023 بقوة 4.4 درجة وعلى بُعد نحو 100 كيلومتر فقط من السد.

وأكد الدكتور عباس شراقي أن تأثير سد النهضة على زيادة النشاط الزلزالي في إثيوبيا أمر وارد، لكنه يحتاج إلى مزيد من الدراسات العلمية للتأكيد، موضحًا أن مراكز الزلازل التي سُجلت اليوم تبعد حوالي 600 كيلومتر عن السد، وبالتالي ليس لها أي تأثير حاليًا.

وأضاف شراقي: "عندما نذكر النشاط الزلزالي في إثيوبيا، ليس معنى ذلك أننا ننتظر انهيار سد النهضة أو نعتمد على ذلك كحل دائم، ولكن للأخذ في الاعتبار أن إثيوبيا دولة ذات نشاط زلزالي، وهناك مخاطر طبيعية من زلازل وفيضانات، وكان يجب أن يراعى ذلك في تصميم السد، وأن تلتزم إثيوبيا بالمواصفات الأمريكية الأصلية بسعة تصل إلى 17 مليار متر مكعب".

وتابع قائلًا: "يظل شبح الانهيار موجودًا لأسباب طبيعية أو بشرية، كما أن سد النهضة سوف ينشئ نظامًا زلزاليًا بعد عدة سنوات من الآن، ونظرًا لاكتمال السد بالمواصفات المبالغ فيها، فإنه يجب أن يُراعى ذلك عند الملء في المستقبل بحيث لا يزيد عن 40 مليار متر مكعب".

واختتم الدكتور عباس شراقي تصريحاته بالتأكيد على أن الزلازل الحالية بعيدة عن السد وليس لها تأثير مباشر، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يدعو للقلق حاليًا، إلا إذا حدث زلزال أقوى وأقرب من موقع سد النهضة، وهو ما يتطلب استمرار المتابعة الدقيقة للنشاط الزلزالي في المنطقة.