شهدت أسعار النفط العالمية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، وذلك عقب تراجعها الحاد بنحو 7% خلال الأسبوع الماضي، في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج اجتماع منظمة أوبك+ المقرر عقده نهاية الأسبوع، والذي يُتوقع أن يحمل قرارات مهمة بشأن مستويات الإنتاج لشهر نوفمبر المقبل.
أسعار النفط العالمية
وتداول خام برنت عند مستوى يقترب من 66 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي حوالي 62 دولارًا للبرميل. ويعكس هذا الاستقرار المؤقت توازن الأسواق بين ضغوط زيادة المعروض وارتفاع المخزونات العالمية من جهة، وتحسن مؤشرات الطلب في بعض المناطق من جهة أخرى.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) قد أعلنت عن ارتفاع مخزونات النفط الخام للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، إلى جانب تسجيل مخزونات البنزين أكبر زيادة لها منذ يونيو الماضي، وهو ما ارتبط بانخفاض معدلات تشغيل المصافي نتيجة أعمال الصيانة الدورية هذه الزيادة عززت الضغوط البيعية على النفط وأدت إلى المزيد من التراجع في الجلسات السابقة.
ويرى محللون أن اجتماع أوبك+ المقبل سيكون عاملًا حاسمًا في رسم ملامح السوق، إذ تترقب الأوساط الاقتصادية ما إذا كانت المنظمة ستتجه إلى زيادة الإنتاج لتعويض أي نقص محتمل أو تلبية احتياجات الطلب العالمي المتنامي، ويشير خبراء الطاقة إلى أن أي قرار بزيادة الإمدادات قد يضغط مجددًا على الأسعار، لا سيما بعد التراجع الحاد الأسبوع الماضي.
كما يراقب المستثمرون عن كثب مواقف الدول الرئيسة داخل أوبك+ مثل السعودية والإمارات، نظرًا لامتلاكهما قدرات إنتاجية كبيرة تؤهلها للتأثير المباشر على السوق ويُنظر إلى الاجتماع المقبل على أنه اختبار جديد لقدرة المنظمة على تحقيق التوازن بين دعم الأسعار وضمان استقرار الإمدادات العالمية.
وفي السياق الإقليمي، يستعد ميناء جيهان التركي لتحميل أول شحنة نفط من إقليم كردستان العراق منذ عام 2023، وهو ما قد يزيد من المعروض في السوق الأوروبية والشرق أوسطية ويضيف ضغطًا إضافيًا على الأسعار.
ويتوقع خبراء الطاقة أن يظل المشهد النفطي محكومًا بحالة من الحذر والترقب خلال الأيام المقبلة، حيث تعتمد حركة الأسعار على مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها قرارات أوبك+، وتطورات الطلب الأمريكي والعالمي، ومستويات المخزونات، إلى جانب أعمال الصيانة في المصافي الكبرى.