اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة واحتجزت النشطاء على متنه، بمن فيهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرغ، في عملية تضمنت الصعود على ستة من قوارب الأسطول على بُعد نحو 75 ميلاً من ساحل القطاع.
هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها احتجاز ثونبرغ في إطار مهمتها الإنسانية ضمن الأسطول الهادف لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وقد نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو لاعتقال ثونبرغ واعتراض السفن التي تحمل نحو 500 ناشط.
تفاصيل الهجوم والسيطرة على الأسطول
صعدت القوات الإسرائيلية على متن سفينتين على الأقل من الأسطول المؤيد للفلسطينيين على بُعد حوالي 75 ميلاً من ساحل غزة، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
بدأت الغارة بسفينة "ألما"، وهي السفينة الرئيسية للأسطول، والتي كان على متنها ثونبرغ وطاقمها قبل أن يحتجزهم الجنود الإسرائيليون.
قبل وقت قصير من الاعتراض، نشرت ثونبرغ رسالة فيديو على إنستجرام قالت فيها: "اسمي جريتا ثونبرغ. أنا على متن السفينة ألما. إسرائيل على وشك اعتراضنا".
وتم إلقاء القبض عليها واحتجازها مع ناشطين آخرين في ميناء أشدود الإسرائيلي.
وأكدت تقارير أن قوات الاحتلال سيطرت على ست سفن رئيسية وهي: سيروس، وألما، وسبكترا، وهوغا، وأدارا، ودير ياسين.
لحظات المواجهة:
قبيل عملية السيطرة، غنى النشطاء على متن قارب "أورورا" أغنية "بلا تشاو" الشهيرة، محوّرين كلماتها لتصبح: "فلسطين سوف تكون حرة من النهر إلى البحر".
أظهرت لقطات حية من الأسطول الركاب جالسين في نصف دائرة بانتظار الاعتراض قبل انقطاع البث، حيث صعد عسكريون على متن السفن وتم تعطيل الكاميرات.
استخدمت البحرية الإسرائيلية مدافع المياه لمحاولة عرقلة مرور بعض القوارب التي حاولت التقدم.
أفاد النشطاء بأنهم سمعوا دويًا عاليًا بالقرب من عدة قوارب، يُعتقد أنها قنابل صوتية ألقيت من طائرات مسيرة.
وقبل الاعتراض بوقت قليل، أكدت ياسمين أكار، عضوة اللجنة التوجيهية للقافلة، في رسالة أُرسلت من سفينة "ألما" أن السفن الإسرائيلية حاصرت سفينتهم من الجانبين.
ردود الفعل الرسمية
الرواية الإسرائيلية: أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية عمليات الاعتراض، وطالبت الأسطول بـ "تغيير مساره نحو ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث يمكن تفريغ المساعدات ونقلها إلى قطاع غزة".
التطمينات الإيطالية: صرح وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، بأن نظيره الإسرائيلي أكد له أن الجيش الإسرائيلي لن يستخدم العنف ضد النشطاء.
وأضاف أن روما وجهت سفارتها وقنصليتها لمساعدة جميع الإيطاليين الذين سيتم ترحيلهم لاحقًا من أشدود.
موقف إسبانيا: دافع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن الأسطول قائلاً: "يجب أن نتذكر أنها مهمة إنسانية، وما كانت لتتم لو سمحت الحكومة الإسرائيلية بدخول المساعدات"، مؤكداً أن المشاركين الإسبان سيستفيدون من الحماية الدبلوماسية الكاملة.
موجة غضب واحتجاجات في إيطاليا
أدت أنباء اعتراض الأسطول إلى موجة احتجاجات عفوية واسعة في شوارع إيطاليا. وشهدت مدن روما ونابولي وبيزا وميلانو وبولونيا وجنوة وباري مظاهرات حاشدة. كما دعت النقابات العمالية الإيطالية إلى إضراب عام دعمًا لفلسطين يوم الجمعة القادم.
معلومات عن الأسطول والحصار
انطلق "أسطول صمود غزة"، الذي يضم أكثر من 40 قارباً مدنياً ونحو 500 ناشط من أكثر من 40 دولة (بمن فيهم برلمانيون ومحامون والممثلة سوزان ساراندون)، من ميناء برشلونة الإسباني قبل شهر، حاملاً مساعدات إنسانية.
فرضت إسرائيل الحصار البحري على غزة عام 2009، في تصعيد لحصارها البري المفروض منذ عام 2007. وقد أدانت الأمم المتحدة هذا الحصار ووصفته بأنه "انتهاك مباشر لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
يُذكر أن حادثة اعتراض أساطيل المساعدات ليست جديدة؛ ففي عام 2010، قُتل 10 ناشطين أتراك على يد قوات كوماندوز إسرائيلية داهمت سفينة مافي مرمرة التي كانت تقود أسطولاً مماثلاً.