موجة غضب دولية وإضرابات عارمة بسبب اعتراض إسرائيل لـ"أسطول الصمود العالمي"


الجريدة العقارية الخميس 02 أكتوبر 2025 | 12:55 صباحاً
أسطول الصمود
أسطول الصمود
مصطفى عبدالله

أثار اعتراض إسرائيل لـ "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة إدانات وتحركات دولية واسعة، تراوحت بين الاستنكار الحاد، وصولاً إلى تحركات احتجاجية وإضرابات، واتهامات أوروبية ودولية بمتابعة التطورات ببالغ القلق.

وبينما اعتُبرت الخطوة الإسرائيلية من قِبل الكثيرين "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي" و"اعتداءً على مدنيين ونشطاء سلميين"، سعت تل أبيب إلى تصوير العملية بأنها "إجراء أمني احترازي" تم بطريقة آمنة.

تفاصيل اعتراض الأسطول ورواية المنظمين

أعلن منظمو أسطول المساعدات لغزة، مساء الأربعاء، أن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت عدداً من سفنه أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه القطاع.

وجاء في البيان الصادر عن المنظمين أن: "حوالي الساعة 20:30 بتوقيت غزة، تم اعتراض عدة سفن من أسطول الصمود بشكل غير قانوني والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في المياه الدولية، بما في ذلك سفينتا ألما وسيريوس".

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنود البحرية الإسرائيلية تمكنوا من السيطرة على السفن الست الكبيرة التي قادت الأسطول، وهي: سيروس، وألما، وسبكترا، وهوجا، وأدارا، ودير ياسين. كما أكدت القوات الإسرائيلية أنها اعتقلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، الناشطة المعروفة في مجال المناخ، على متن إحدى سفن الأسطول.

الرواية الإسرائيلية: "إيقاف آمن"

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا على منصة "إكس"، أكدت فيه أن قواتها البحرية أوقفت "سفنًا عدة" تابعة للأسطول، وذكرت أن ركابها "بأمان وبصحة جيدة".

وأضاف البيان: "سفن عدة من الأسطول تم إيقافها ويتم نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي. غريتا وأصدقاؤها بخير"، في إشارة إلى الناشطة السويدية التي كانت من أبرز المشاركين.

تركيا تصف الحادث بـ"العمل الإرهابي"

صعّدت أنقرة لهجتها تجاه إسرائيل، حيث اتهمت وزارة الخارجية التركية تل أبيب بارتكاب "عمل إرهابي" عبر اعتراضها الأسطول في عرض البحر.

وقالت في بيان رسمي: "الهجوم الذي شنته قوات إسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول الصمود العالمي... هو عمل إرهابي يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر". 

كما أكدت الوزارة أنها شرعت في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان الإفراج الفوري عن مواطنيها والركاب الآخرين المحتجزين، مشيرة إلى أن هذا التصعيد قد يضر بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة.

حماس تدين: "قرصنة وإرهاب بحري"

بدورها، أصدرت حركة حماس بيانًا شديد اللهجة نددت فيه بالعملية، معتبرة اعتراض الأسطول "اعتداءً غادرًا وجريمة قرصنة وإرهابًا بحريًا ضد مدنيين عُزّل".

وطالبت الحركة بإدانة دولية لهذا "العدوان الهمجي".

إيطاليا: احتجاجات وإضراب عام عمالي

أثارت أنباء اعتراض الأسطول موجة غضب واسعة في إيطاليا. فقد دعت أكبر نقابة عمالية في البلاد، "الاتحاد العام للعمل – سي.جي.آي.إل"، إلى إضراب عام يوم الجمعة المقبل تضامنًا مع المشاركين في أسطول الصمود.

وذكرت النقابة أن "الاعتداء على سفن مدنية تقل مواطنين إيطاليين أمر خطير للغاية"، مؤكدة أن ردّها سيكون من خلال تحرّكات احتجاجية واسعة. وقد اندلعت بالفعل مظاهرات ليلية:

نابولي: اقتحم متظاهرون المحطة الرئيسية للسكك الحديدية مما أدى إلى توقف حركة القطارات.

روما: حاصرت الشرطة محطة "تيرميني" المركزية بعد تجمع المتظاهرين.

جنوه: أعلن اتحاد النقابات عن عزمه إغلاق الميناء ودعا للتجمع عند أحد مداخله الرئيسية.

وتزامنت هذه التحركات مع استمرار احتجاجات عمال الموانئ في أنحاء البلاد، الذين رفضوا طوال الأسبوعين الماضيين السماح لبعض السفن المرتبطة بإسرائيل بالرسو.

مكونات الأسطول وإصرار المنظمين

يضم "أسطول الصمود العالمي" أكثر من 40 سفينة مدنية على متنها نحو 500 ناشط من أكثر من 40 دولة، من بينهم برلمانيون، محامون، صحفيون، وناشطون بارزون مثل غريتا ثونبرغ.

وقد انطلق الأسطول مطلع سبتمبر من إسبانيا محملاً بالمساعدات الإنسانية في محاولة لكسر الحصار. ورغم التحذيرات الإسرائيلية المتكررة، أصر القائمون على المبادرة على المضي قدمًا، مؤكدين أن حركتهم سلمية وغير عنيفة.