البنك المركزي المصري يستضيف الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية بالقاهرة


حسن عبد الله: منطقة البحر المتوسط يجب أن تتحول إلى جسر للابتكار والتكامل الاقتصادي

الجريدة العقارية الاربعاء 01 أكتوبر 2025 | 06:18 مساءً
فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية
فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية
حسين أنسي

استضاف البنك المركزي المصري، اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية، تحت عنوان: «توظيف الابتكار والتكامل من أجل التنمية المستدامة والشاملة للدول الأورومتوسطية»، وذلك بمشاركة عدد كبير من محافظي البنوك المركزية وصانعي السياسات والخبراء الاقتصاديين والأكاديميين وممثلي المؤسسات المالية الدولية.

ويأتي تنظيم المؤتمر، الذي عُقد بالتعاون مع البنك المركزي الإسباني (BdE) ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMed) والاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات الاقتصادية والمالية مع شركاء التنمية الرئيسيين في المنطقة.

وفي كلمته الافتتاحية، أعرب السيد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، عن ترحيبه بالمشاركين، مؤكدًا أن استضافة القاهرة لهذا الحدث الدولي تعكس التزام مصر الراسخ بدعم الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التعاون الإقليمي، مضيفًا أن المؤتمر يشكّل فرصة مهمة لتبادل الرؤى بشأن التحديات الاقتصادية الراهنة وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة لدول البحر المتوسط.

وقال المحافظ إن منطقة البحر الأبيض المتوسط لطالما كانت جسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات، وينبغي أن تتحول اليوم إلى جسر للابتكار والتكامل الاقتصادي، مؤكدًا أن العمل المشترك كفيل بتحويل التحديات إلى فرص حقيقية لتحقيق النمو الشامل والمستدام.

من جانبه، شدد خوسيه لويس إسكريفا، محافظ البنك المركزي الإسباني، على أهمية مواصلة تعزيز التعاون بين البنوك المركزية المشاركة، لافتًا إلى ضرورة تطوير النظام المالي متعدد الأطراف بما يواكب التغيرات المتسارعة عالميًا، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وفي السياق ذاته، أكد لويز دي ميلو، مدير فرع الدراسات القُطرية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن دور البنوك المركزية تجاوز حدود الاستقرار النقدي ليصبح ركيزة أساسية في تمويل التحول الأخضر وتعزيز النمو الشامل، مشيرًا إلى أن الحوار والتعاون بين الدول بات أكثر أهمية من أي وقت مضى لبناء اقتصادات أكثر مرونة واستدامة.

بدوره، أشار سينين فلورنسا، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، إلى أن المنطقة تواجه تحديات متشابكة تشمل الصراعات الجيوسياسية وأزمات الديون ومخاطر التغير المناخي، مؤكدًا أن وجود بنوك مركزية قوية وفعالة يمثل عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار المالي.

فيما شددت ميلتم بيوك قرقاش، الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط، على أهمية تعزيز الاندماج الإقليمي المبني على التحولين الأخضر والرقمي، مؤكدة أن الاتحاد يسعى إلى ترجمة هذه الرؤية إلى مبادرات وإجراءات عملية تحقق أثرًا ملموسًا لصالح شعوب المنطقة.

وشهد المؤتمر أربع جلسات رئيسية تناولت أبرز القضايا الاقتصادية والمالية المعاصرة:

الجلسة الأولى: بعنوان «الذكاء الاصطناعي والبنوك المركزية والقطاع المالي»، تناولت الدور المتنامي للتكنولوجيا في إعادة تشكيل المشهد المصرفي العالمي.

الجلسة الثانية: بعنوان «التمويل من أجل التنمية المستدامة»، برئاسة محافظ البنك المركزي المصري، وناقشت آليات دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتمويل مشروعات التنمية المستدامة.

الجلسة الثالثة: بعنوان «الشمول المالي للجميع»، واستعرضت مبادرات تمكين الفئات المهمشة وتعزيز العدالة الاقتصادية من خلال الخدمات المالية الرقمية.

الجلسة الرابعة: بعنوان «التكامل المالي»، ناقشت تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير البنية التحتية الرقمية المالية في المنطقة.

وفي كلمته الختامية، وجّه محافظ البنك المركزي المصري الشكر للمشاركين، مؤكدًا أن المؤتمر مثّل منصة ثرية لتبادل الأفكار والرؤى التي ستسهم في دعم الاستقرار المالي وتعزيز مسارات التنمية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية.

وفي ختام الفعاليات، تم الإعلان عن استضافة البنك المركزي الإسباني للدورة العاشرة من المؤتمر العام المقبل، مع الاتفاق على عقد اجتماع تحضيري على مستوى الخبراء قبل انطلاق المؤتمر المقبل بأربعة أشهر، لضمان التنسيق الفعّال واستمرار التعاون بين البنوك المركزية المشاركة.

فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية
فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية