سجلت أسعار الذهب العالمية، اليوم الأربعاء، مستوى قياسيًا غير مسبوق، مدعومة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة عقب إغلاق الحكومة الأمريكية، إلى جانب ارتفاع توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز من جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين حول العالم.
أسعار الذهب العالمية
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3886.97 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس ذروة تاريخية عند 3898.18 دولارًا، في حين صعدت العقود الآجلة الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 1.1% لتبلغ 3914.50 دولارًا.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتراجع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، ما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي نتيجة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي
قال ريكاردو إيفانجليستا، المحلل في شركة أكتيف تريدز، إن ضعف الدولار يأتي على خلفية توقعات متزايدة بسياسة نقدية أكثر تيسيرًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي، مضيفًا أن محاولة فاشلة لإقرار مشروع قانون الإنفاق تسببت في إغلاق الحكومة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي الأمريكي.
ويُتوقع أن يؤدي الإغلاق الحكومي، الناتج عن إخفاق الكونجرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق تمويلي، إلى فقدان آلاف الموظفين الفيدراليين لوظائفهم مؤقتًا، فضلًا عن تأجيل إصدار بيانات اقتصادية مهمة، من بينها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي يُعد مؤشرًا رئيسيًا لتوجهات السياسة النقدية للفيدرالي.
ويُنظر إلى الذهب كأصل آمن يزدهر عادةً في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، لا سيما مع انخفاض أسعار الفائدة، إذ ترتفع جاذبيته مقارنة بالأصول ذات العائد.
وقال كارستن مينكي، المحلل في جوليوس باير، إن الاحتياطي الفيدرالي لا يحتاج بالضرورة إلى بيانات الوظائف المقبلة لاتخاذ قراره بخفض الفائدة، مشيرًا إلى أن البنك المركزي يمتلك مساحة كافية للمزيد من التيسير النقدي.
وتُظهر أداة CME FedWatch أن المستثمرين يسعّرون احتمالًا بنسبة 95% لخفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري، في ظل الضغوط التي تواجهها الأسواق، بينما يُتوقع أن يوفر تقرير التوظيف الوطني الصادر عن مؤسسة ADP في وقت لاحق اليوم مؤشرات إضافية حول أوضاع سوق العمل الأمريكي.
أسعار المعادن الثمينة
واصلت الأسعار مسارها الصعودي، حيث ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.2% لتسجل 47.22 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 14 عامًا، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.4% ليبلغ 1580.55 دولارًا، واستقر البلاديوم عند 1259.68 دولارًا للأوقية.
ويأتي هذا الأداء القوي للذهب في ظل أجواء من الترقب والحذر تسود الأسواق العالمية، مع تزايد المخاوف من تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي واحتمالات تباطؤ النمو الاقتصادي، بالتوازي مع تحوّل مرتقب في سياسات البنوك المركزية الكبرى نحو مزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.