طارق فايد يتولى رئاسته.. المصرف المتحد قريبا في «حتة تانية»


الجريدة العقارية الاحد 28 سبتمبر 2025 | 07:51 مساءً
طارق فايد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب
طارق فايد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب
صفاء لويس

«فايد» يترك رئاسة بنك القاهرة بعد تجربة ناجحة ويتولي قيادة «المصرف المتحد» مع بداية سبتمبر

قيادة مصرفية بمستوى عالمي ومسيرة مهنية رفيعة ومحطات فارقة بكبرى المؤسسات المصرفية

حقق نقلة تاريخية في مؤشرات أداء «القاهرة» ونجاحات مالية تنتظر «المتحد» في ظل قيادته

ببصمة ظاهرة ومؤثرة غادر بنك القاهرة، وبآمال وتوقعات بنجاحات كبيرة يصل إلي «المصرف المتحد»، ليبدأ فترة قيادة جديدة محملة بكثير من الخطط والمستهدفات جميعها تسعى نحو وضع «المتحد»في مكانة ومنطقة أخرى أعظم وأهم من التي كان عليها في الفترة الماضية.

مع بدايات شهر سبتمبر، ومع بدء تولي المصرفي الكبير طارق فايد رئاسة «المصرف المتحد»، ينتظر الجميع ما سوف يحدث من هذا التوقيت ثم لاحقا في أوقات قريبة على مسار التنمية والتطوير للمصرف المتحد، واضعين في الاعتبار أن طارق فايد، يمثل صورة مميزة للقيادة المصرفية المصرية القادرة على الجمع بين الحداثة والصلابة، وبين الرؤية الاستراتيجية والقدرة على تحقيق إنجازات تتجاوز حدود اللحظة لتصمد أمام اختبار الزمن والظروف.

ولا شك أن القطاع المصرفي يستعد لفصل جديد في مسيرة رجل أثبت أن النجاح ليس محطة عابرة، بل مسار ممتد يتجدد مع كل تحدٍ جديد ومع ما يحمله «فايد»من خبرة متراكمة ورؤية طموحة، ينتظر السوق انطلاقة أوسع للمصرف المتحد، تؤهله ليكون أكثر حضورًا وتأثيرًا في الساحة المصرفية المحلية والإقليمية.

المسيرة المهنية لطارق فايد غنية بالمحطات التي صاغت خبرته ورسخت مكانته، فقد بدأ مشواره متنقلًا بين مؤسسات مصرفية مرموقة داخل مصر وخارجها، حيث قاد إدارة المخاطر في المصرف العربي الدولي، وأشرف على إدارات الائتمان في مجموعة سامبا المالية بالسعودية، كما تولى مناصب قيادية في سيتي بنك والبنك المصري الأمريكي.

غير أن محطته الأبرز كانت داخل البنك المركزي المصري منذ عام ۲۰۰۸، حيث كان أحد المهندسين الرئيسيين لتطوير آليات الرقابة والإشراف المصرفي، وأدخل أدوات متقدمة مثل نظم الإنذار المبكر واختبارات الضغوط، بما يواكب أفضل الممارسات العالمية.

لكن التجربة الأكثر إشراقًا في مسيرته كانت على رأس بنك القاهرة منذ عام ۲۰۱۷ وحتى ۲۰۲۴، حيث أعاد صياغة مسار البنك وحقق نقلة تاريخية في مؤشرات الأداء المالي والتشغيلي، لتتحول هذه التجربة إلى علامة فارقة في القطاع المصرفي المصري واليوم، تترقب الأوساط المصرفية كيف سينقل فايد هذه التجربة الغنية إلى رحاب المصرف المتحد.

خبرة عالمية

منذ أن بدأ طارق فايد أولى خطواته داخل البنك المركزي المصري عام ۲۰۰۸، بدأت صفحة جديدة في مسيرته المهنية تحمل في طياتها الكثير من العمق والتأثير فقد كان أحد الأعمدة التي ارتكزت عليها المرحلة الثانية من برنامج تطوير القطاع المصرفي، وأسهم بفاعلية في صياغة التعليمات الرقابية التي حصّنت البنوك المصرية من المخاطر، إلى جانب مشاركته في تطبيق مقررات بازل ۳، وإطلاق أول تقرير للاستقرار المالي في مصر عام ۲۰۱۶، وهو إنجاز وضع لبنة أساسية لنظام رقابي أكثر قوة وشفافية.

ولم تقف بصمته عند حدود الداخل، بل امتدت لتجوب المحافل الإقليمية والدولية ممثلًا لمصر وللبنك المركزي ، فكان حاضرًا في برنامج تمويل التجارة العربية، وفريق عمل الاستقرار المالي التابع لصندوق النقد العربي، وبنك PTA الزراعي التمويلي لمجموعة الكوميسا، فضلًا عن عضويته في اللجنة الفنية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB) ومشاركته في مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي.

قاعدة أكاديمية

كما حمل « فايد» خبراته إلى مواقع مؤسسية رفيعة، من خلال عضويته في مجالس ولجان محورية مثل الجمعية العامة للشركة القابضة للكهرباء، واللجنة القومية لاسترداد الأموال، ومجالس إدارات شركة بنوك مصر، والمصرف المتحد، والبنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي وإلى جانب ذلك، لمع كأحد المحاضرين المتميزين في مؤتمرات وندوات المعهد المصرفي المصري، ليشارك خبراته مع أجيال جديدة من المصرفيين.

وترتكز هذه المسيرة على قاعدة أكاديمية متينة؛ إذ تخرج فايد من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام ۱۹۸۹، ثم استكمل مسيرته العلمية بعدد من الشهادات الدولية المرموقة في مجالات الائتمان وإدارة المخاطر، فضلًا عن تدريبات متقدمة تلقاها في مؤسسات مالية عالمية، وهو ما صقل شخصيته المهنية ومنحه أفقًا عالميًا متسعًا.

رحلة استثنائية

حين تولى طارق فايد دفة القيادة في بنك القاهرة مطلع عام ۲۰۱۸، لم يكن الأمر مجرد انتقال إداري، بل بداية مسيرة تحوّل أعادت للبنك بريقه بين كبار الجهاز المصرفي المصري فخلال ثلاث سنوات فقط، قفزت محفظة الأصول من ۱۴۷۳ مليار جنيه في نهاية ۲۰۱۷ إلى ۲۰۵۳ مليار جنيه بنهاية ۲۰۲۰، بمعدل نمو بلغ ۳۹۴٪، فيما شهدت صافي الأرباح طفرة تاريخية بعدما تضاعفت من ۸۰۸ ملايين جنيه عام ۲۰۱۷ لتسجل ۳۱۵ مليار جنيه في ۲۰۲۰، بمعدل نمو غير مسبوق وصل إلى ۲۹۰٪.

ولم تتوقف رحلة الصعود عند هذا الحد، إذ عزز «فايد» ثقة العملاء في البنك لترتفع ودائعهم من ۱۲۲۱۹ مليار جنيه إلى ۱۶۲۷۷ مليار جنيه بزيادة بلغت ۳۳۲٪، في حين قفزت محفظة القروض والتسهيلات الائتمانية من ۴۱۷۲ مليار جنيه إلى ۸۶ مليار جنيه، بمعدل نمو تجاوز ۱۰۶٪، ليؤكد البنك قدرته على دعم خطط التنمية الوطنية وتوسيع قاعدة التمويل.

قمة الإنجازات

بلغت التجربة المصرفية ذروتها في عام ۲۰۲۴، إذ حقق بنك القاهرة تحت قيادة «فايد» نتائج استثنائية خلال النصف الأول؛ فقد قفز صافي الأرباح بنسبة نمو بلغت ۱۲۰٪ ليصل إلى ۵۷ مليار جنيه مقابل ۲۶ مليار جنيه في الفترة نفسها من ۲۰۲۳، بينما ارتفعت الأرباح قبل الضرائب إلى ۸۳ مليار جنيه مقارنة بـ ۴۴ مليار جنيه، بمعدل نمو ۸۸٪.

كما انعكست قوة الأداء في الإيرادات التشغيلية التي ارتفعت إلى ۱۶۲ مليار جنيه مقابل ۱۰۲ مليار جنيه بمعدل نمو ۵۹٪ وتوزعت هذه النتائج بين صافي دخل من العائد بلغ ۱۲۸ مليار جنيه (بنمو ۶۱٪)، وصافي دخل من الأتعاب والعمولات سجل ۲۶ مليار جنيه (بنمو ۴۷٪)

وواصل البنك تعزيز متانته المالية، حيث ارتفع معدل كفاية رأس المال إلى ۱۶۰۸٪، وبلغت الأصول ۴۵۰ مليار جنيه مقابل ۴۰۲ مليار جنيه بنهاية ۲۰۲۳ بزيادة ۱۲٪ كما قفز العائد على متوسط الأصول إلى ۲۷٪ مقابل ۱۴٪، وارتفع العائد على حقوق الملكية إلى ۳۲۶٪ مقابل ۲۱۴٪ وفي جانب الكفاءة، تراجعت نسبة التكلفة إلى الدخل من ۴۱۵٪ في يونيو ۲۰۲۳ إلى ۳۱۵٪ في يونيو ۲۰۲۴، على الرغم من الاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا والبنية التحتية والموارد البشرية.

سجلت ودائع العملاء نموًا ملحوظًا لتصل إلى ۳۱۵۲ مليار جنيه بنهاية يونيو ۲۰۲۴ مقابل ۳۰۲۱ مليار جنيه في ديسمبر ۲۰۲۳، بزيادة ۱۳۱ مليار جنيه واستحوذت ودائع الأفراد على ۵۶٪ من الإجمالي مقابل ۴۴٪ للمؤسسات أما القروض، فارتفعت إلى ۲۰۲ مليار جنيه بزيادة ۱۲٪، شملت قروض التجزئة التي سجلت ۶۹۶ مليار جنيه، والقروض متناهية الصغر التي بلغت ۱۱۱ مليار جنيه

وفي مجال الخدمات الرقمية، شهد البنك توسعًا لافتًا، إذ ارتفع رصيد محفظة البطاقات الائتمانية إلى ۲۳ مليار جنيه بنسبة نمو ۳۱٪، وبلغ عدد البطاقات المصدرة نحو ۳۷ مليون بطاقة كما توسعت شبكة نقاط البيع إلى ۱۰ آلاف نقطة بقيمة تعاملات بلغت ۱۶ مليار جنيه وارتفع عدد مستخدمي الموبايل والإنترنت البنكي إلى ۸۰۳ آلاف عميل، فيما قفزت معاملات InstaPay بنسبة ۳۸٪ لتسجل ۲۳ مليون معاملة خلال الربع الثاني من ۲۰۲۴ أما شبكة ماكينات الصراف الآلي، فقد توسعت إلى ۱۷۱۰ ماكينة تغطي مختلف أنحاء الجمهورية.

استثمارات استراتيجية

امتدت إنجازات «فايد» لتشمل استثمارات استراتيجية عززت من انتشار البنك إقليميًا وقطاعيًا؛ إذ رفع رأسمال بنك القاهرة أوغندا بنحو ۳۴ مليون دولار، وضخ استثمارات بقيمة ۷۵ مليون جنيه في شركة تالي للمدفوعات الرقمية، و۹۸ مليون جنيه في شركة كايرو للتأجير التمويلي، و۱۰۰ مليون جنيه في شركة كايرو للصرافة.

كما واصل البنك تعزيز الشمول المالي، فاستقطب نحو ۸۵ ألف عميل جديد خلال النصف الأول من ۲۰۲۴، مثلت السيدات ۴۵٪ منهم، فيما بلغت نسبة الشباب بين ۱۶ و۳۵ عامًا ۵۷٪، ليؤكد البنك دوره في دعم مختلف الشرائح الاجتماعية.

مرحلة جديدة

مع شهرسبتمبر، تبدأ مرحلة جديدة في المشهد المصرفي المصري، إذ يتسلم طارق فايد قيادة المصرف المتحد، حاملًا معه خبرة تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا ومسيرة مكللة بالنجاحات داخل كبريات البنوك والمؤسسات الدولية لقد أثبت فايد مرارًا أنه قادر على تحويل الاستراتيجيات إلى واقع ملموس، وأن التحديات مهما بلغت حدتها يمكن أن تتحول في يديه إلى فرص للنمو والابتكار.

ويرى مراقبو السوق أن «المصرف المتحد»، يقف على أعتاب نقلة نوعية في أدائه المالي والتشغيلي، مدفوعًا برؤية استراتيجية متوازنة تضع الربحية جنبًا إلى جنب مع تطوير الخدمات الرقمية وتعزيز الشمول المالي وهنا يظل فايد رمزًا للقيادة الرشيدة، وقائدًا يتطلع الجميع لأن يترك بصمة جديدة في سجل المؤسسات المالية المصرية.

قاعدة صلبة

وتكشف الأرقام أن «المصرف المتحد» يدخل هذه المرحلة بقاعدة قوية تمنحه قدرة أكبر على التوسع تحت قيادة فايد فقد أظهرت نتائج النصف الأول من عام ۲۰۲۵ أداءً ماليًا متماسكًا؛ حيث سجل البنك صافي أرباح قدرها ۱۵ مليار جنيه، بزيادة ۲۷٪ عن الفترة المقابلة من العام السابق كما ارتفع المركز المالي إلى ۸۹۵ مليار جنيه بنمو ۸٪، بدعم من صعود الودائع إلى ۶۹۷ مليار جنيه (بنمو ۱۱٪)، ومحفظة القروض إلى ۳۵۹ مليار جنيه (بنمو ۱۵٪)

كما بلغ صافي الربح قبل الضرائب ۲۱ مليار جنيه مقابل ۱۶ مليار جنيه بزيادة ۳۳٪، فيما ارتفعت الأرباح المجمعة إلى ۱۶ مليار جنيه مقابل ۱۲ مليار جنيه، وقفز صافي الدخل الشامل إلى ۲۲ مليار جنيه مقابل ۱۳ مليار جنيه بمعدل نمو لافت بلغ ۶۷٪.

بصمة متجددة

على صعيد القواعد الرأسمالية، واصل المصرف المتحد الحفاظ على قوة موازنته؛ إذ بلغ معيار كفاية رأس المال ۲۱۵٪، متجاوزًا الحدود الدنيا للبنك المركزي المصري ومعايير بازل الدولية كما استقرت نسبة القروض غير المنتظمة عند ۱۴٪ مع تغطية قوية بلغت ۲۱۶٪ وفي مؤشرات الكفاءة، بلغ هامش صافي العائد ۶۸٪، وارتفع العائد على حقوق الملكية إلى ۲۴٪ مقابل ۲۳٪، فيما صعد العائد على الأصول إلى ۳۸٪ مقابل ۳۵٪ وفي المقابل، تراجعت نسبة المصروفات إلى الإيرادات من ۳۴٪ إلى ۳۰٪، ما يعكس تحسن الكفاءة التشغيلية

هكذا، يدخل المصرف المتحد عهدًا جديدًا تتداخل فيه الخبرة الطويلة مع قاعدة مالية راسخة، ليصبح مهيأً لرحلة صعود أخرى تحت قيادة طارق فايد رحلة يتوقع أن تحمل ملامح الجرأة والابتكار، لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ البنوك المصرية، حيث يلتقي الماضي المكلل بالإنجازات بالحاضر المفعم بالفرص، في مشهد مصرفي ينتظر الجميع تفاصيله القادمة.

طارق فايد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب
المصرف المتحد