استاذ اقتصاد: نمو التبادل التجاري والاستثماري بين مصر وسنغافورة 120% خلال 4 سنوات


الجريدة العقارية السبت 20 سبتمبر 2025 | 05:32 مساءً
تبادل تجاري
تبادل تجاري
محمد فهمي

أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وسنغافورة تشهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن معدل التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين سجل نموًا تجاوز 120% في غضون أربع سنوات فقط، وهو ما يعكس جاذبية الاقتصاد المصري للمستثمرين الدوليين في ظل حالة الاستقرار الاقتصادي التي تشهدها البلاد.

وقال عنبر في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، إن سنغافورة تعد خامس أكبر مستثمر أجنبي في مصر، ما يؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ويُبرز ثقة الدولة السنغافورية في مناخ الأعمال داخل مصر، رغم التحديات الجيوسياسية العالمية والحروب التجارية بين القوى الدولية.

اختلاف الهياكل السلعية مفتاح لتعزيز التبادل التجاري

وأوضح عنبر أن هناك فرصة كبيرة لتعميق التبادل التجاري بين البلدين، نظرًا لاختلاف الهياكل السلعية بين مصر وسنغافورة، وهو ما يشكّل قاعدة قوية لبناء شراكات تجارية مستدامة، لكنه شدد على أهمية توفير قاعدة بيانات دقيقة ومعارض تجارية مشتركة لتعظيم الاستفادة من هذه الفروقات.

وأشار إلى أن مصر تمتلك مزايا تنافسية كبيرة كونها بوابة للأسواق الإفريقية، خاصة في ظل توقيع اتفاقية التجارة الحرة القارية، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية للدول الباحثة عن النفاذ إلى القارة، وعلى رأسها سنغافورة.

فرص استثمارية في التكنولوجيا والبنية التحتية

وفي ما يتعلق بالاستثمار، شدد عنبر على أهمية التركيز على المشروعات كثيفة التكنولوجيا، ومجالات الاقتصاد الأخضر والبنية التحتية، مستشهدًا بالتجربة السنغافورية الرائدة في إدارة الموانئ وتجارة الترانزيت. وأضاف أن مصر يمكنها الاستفادة من هذه التجربة لتطوير منطقة قناة السويس الاقتصادية وتحويلها إلى مركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.

التعاون في التصنيع الأخضر والتنمية المستدامة

وحول التزام سنغافورة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، وهو ما أعلنته خلال قمة COP27 في شرم الشيخ، أكد عنبر أن هذا الالتزام يعزز فرص التعاون بين البلدين في مجال التصنيع الأخضر، لا سيما أن مصر أصبحت صوتًا معبرًا عن دول العالم النامي في قضايا المناخ والتنمية المستدامة.

وأضاف أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة المناخ كانت بمثابة دعوة لتحمل الدول المتقدمة مسؤولياتها تجاه الدول النامية، مؤكدًا أن مصر لم تعد فقط محورًا إقليميًا اقتصاديًا، بل باتت أيضًا منصة دولية مؤثرة في قضايا البيئة والمناخ.

في ختام تصريحاته، شدد الدكتور محمود عنبر على أن هناك العديد من النجاحات التي يمكن البناء عليها بين مصر وسنغافورة، داعيًا إلى تكثيف التعاون في مجالات التكنولوجيا، الطاقة النظيفة، وتطوير سلاسل الإمداد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز من مكانة البلدين على الساحة الاقتصادية الدولية.