أكد الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وسنغافورة تشهد مرحلة جديدة من التعاون المثمر في عدة قطاعات استراتيجية.
خلال مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، استعرض شعيب أهم المجالات التي يمكن أن تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا كبيرة في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
تعزيز التعاون الصناعي والزراعي
شعيب أوضح أن مصر تسعى إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، بهدف رفع نسب التشغيل في هذا القطاع الحيوي. كما أشار إلى أن التعاون مع سنغافورة يمكن أن يسهم في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكل حلاً مثاليًا للتحديات المرتبطة بالبطالة، خاصة في ظل التركيبة الديموغرافية للشعب المصري التي يتجاوز فيها الشباب 65% من إجمالي السكان.
وأكد شعيب على أهمية التعاون في قطاع الصناعات الثقيلة مثل الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، إضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية التي تتيح لمصر دخول أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على المنتجات المصرية.
فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا والطاقة المتجددة، شدد شعيب على أن مصر تستهدف أن تصل مساهمة قطاع الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي احتياجاتها الطاقية في السنوات المقبلة. ولفت إلى أن التعاون مع سنغافورة في هذا المجال يمكن أن يساهم في تطوير البنية التحتية للطاقات النظيفة، حيث تتمتع سنغافورة بقدرات فنية عالية في هذا المجال.
كما تطرق الخبير الاقتصادي إلى أهمية جذب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا، خاصة أن مصر أطلقت مؤخرًا خريطة استثمارية تحتوي على العديد من الفرص في مجالات مثل صناعة السيارات والصناعات التكنولوجية.
التعاون في التدريب وبناء القدرات البشرية
كما أكد شعيب على ضرورة تعزيز التعاون في مجال التدريب الفني وبناء القدرات البشرية، مشيرًا إلى أن مصر بدأت فعلاً في تطوير التعليم الفني والتكنولوجي من خلال فتح كليات تكنولوجية ومدارس صناعية. هذه الجهود تهدف إلى تزويد الشباب المصري بالمهارات اللازمة للعمل في الصناعات الحديثة، ما سيؤدي إلى رفع مستوى الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج المحلي.
فتح أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا وإفريقيا
وعن فتح أسواق جديدة، أكد شعيب أن التعاون بين مصر وسنغافورة سيسهم في تعزيز تواجد مصر في أسواق جنوب شرق آسيا من خلال تصدير المواد الخام والمعادن التي تحتاجها هذه الأسواق. كما أكد أن مصر يمكن أن تكون مركزًا إقليميًا هامًا للتجارة والخدمات اللوجستية في منطقة إفريقيا، بفضل موقعها الجغرافي واتفاقيات التجارة الدولية التي تربطها بعدد من الدول مثل دول الاتحاد الإفريقي والكوميسا.
في الختام، قال شعيب: "التعاون بين مصر وسنغافورة يفتح آفاقًا واسعة لزيادة التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وهو ما يساهم في تعزيز استقرار الاقتصاد المصري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".