أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الخميس، بتعميق العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مؤكدين أن سلسلة من الصفقات الاستثمارية بقيمة 250 مليار جنيه إسترليني جعلت هذه الروابط غير قابلة للكسر.
جاء ذلك خلال حفل استقبال الأعمال، حيث رحب كل منهما بمجموعة من كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مشيدين بدورهم في تعزيز العلاقات الثنائية من خلال استثمارات في قطاعات متنوعة تتراوح بين التكنولوجيا والطاقة.
وشهد اليوم الثاني من زيارة الدولة الثانية غير المسبوقة للرئيس ترامب إلى بريطانيا فعاليات رسمية شملت مأدبة رسمية في قلعة وندسور مع الملك تشارلز، ووصف ترامب الزيارة بأنها شرف عظيم.
الاستثمارات الأمريكية في بريطانيا
كشف الزعيمان عن حزمة استثمارات أمريكية قياسية في بريطانيا بقيمة 150 مليار جنيه إسترليني (205 مليارات دولار)، ضمن حزمة إجمالية تبلغ 250 مليار جنيه إسترليني، والتي قال المسؤولون إنها ستعود بالنفع على كلا البلدين.
وأكد ستارمر أن هذه الخطوة تمثل يومًا عظيمًا للعلاقة الخاصة، مشيدًا بقادة الأعمال المشاركين، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانج وإيما والمسلي من شركة جلاكسو سميث كلاين، مضيفًا: "نحتفل بما تحقق في الماضي، ولكن الأهم هو الاستثمارات والوظائف والصفقات التي ستسهم في تحسين حياة الناس وتعزيز العلاقة الخاصة لسنوات قادمة".
العلاقات الأمريكية البريطانية
بدوره، وصف ترامب الروابط بين البلدين بأنها غير قابلة للكسر، مشيرًا إلى أن الصفقات المالية التي تم الإعلان عنها تمثل نجاحًا مشتركًا لكلا الطرفين، وأن العلاقات بين واشنطن ولندن لا تقدر بثمن، مضيفًا: "لقد قمنا ببعض الأمور المالية المهمة لكلا البلدين، وأعتقد أن هذه الرابطة قوية جدًا ولا يمكن كسرها".
وأشار ستارمر إلى أن بريطانيا ستواصل العمل على جذب الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الخدمات المالية والتكنولوجيا والطاقة، بهدف تعزيز البنية التحتية وتنمية الاقتصاد المحلي، بينما شملت الاتفاقيات الجديدة استثمارات بقيمة 31 مليار جنيه إسترليني من شركات تكنولوجية مثل مايكروسوفت وإنفيديا وأوبن إيه آي، إضافة إلى 100 مليار جنيه إسترليني من شركة بلاكستون.
وفي سياق متصل، استقبل ستارمر ترامب بحرارة في مقر إقامته الريفي في تشيكرز، على أنغام مزمار القربة في إشارة إلى التراث الاسكتلندي لوالدة الرئيس الأمريكي، في اجتماع اعتبره مراقبون مليئًا بالتحديات والدلالات الرمزية للروابط الثنائية.
وأكد الزعيمان أن هذه الاستثمارات من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وخلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو في قطاعات حيوية تشمل التكنولوجيا والطاقة والخدمات المالية، مع التركيز على تطوير الشراكات بين الشركات الأمريكية والبريطانية في مشاريع طويلة الأجل.
وأشار المسؤولون إلى أن الحزم الاستثمارية تهدف إلى ترسيخ مكانة بريطانيا كوجهة مفضلة للاستثمارات الأمريكية، مع الالتزام بالاستفادة من التكنولوجيا والابتكار لتعزيز الاقتصاد البريطاني ودعم التنمية المستدامة.
كما شدد ستارمر وترامب على أهمية استمرار التعاون بين الحكومتين والشركات الخاصة لضمان استفادة الجانبين من هذه الاستثمارات، مؤكدين أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستظل قوية ومستقرة بغض النظر عن التحديات المستقبلية، وأن الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين أصبحت الآن أكثر متانة من أي وقت مضى.