ارتفاع وول ستريت بعد خفض الفيدرالي للفائدة وسط توترات الأسواق الأوروبية والآسيوية


الجريدة العقارية الخميس 18 سبتمبر 2025 | 05:26 مساءً
وول ستريت
وول ستريت
محمد شوشة

ارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت والدولار اليوم الخميس بعد أول خفض لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، في حين أبقت التطورات في فرنسا أسواقها متوترة، وحافظ الجنيه الإسترليني على مكانته بعد تثبيت أسعار الفائدة في المملكة المتحدة.

مؤشرات وول ستريت

ساعد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار ربع نقطة ورسائل الثبات في دفع الأسهم الأوروبية للارتفاع بنسبة تقارب 1%، فيما تستعد وول ستريت لجولة أخرى من المستويات القياسية المرتفعة، على الرغم من رد الفعل المتردد من المتداولين يوم الأربعاء.

الأسواق الآسيوية

في آسيا، انتعشت الأسواق بين عشية وضحاها، حيث وصلت الأسهم الصينية إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات بعد التقارير التي أفادت بحظر شركة إنفيديا الأمريكية هناك، كما شهدت أسواق كوريا الجنوبية وتايوان والنيكي الياباني ارتفاعات تجاوزت 1%، مع ترقب حديث الرئيسين الأمريكي والصيني، دونالد ترامب وشي جين بينج، يوم غد الجمعة، مما أضاف عنصر ارتياح بعد تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ونصف هذا الأسبوع، وهو ما أثار قلق المصدرين إلى الولايات المتحدة.

وأشار المخطط النقطي الذي يراقبه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال حدوث خفضين آخرين لأسعار الفائدة خلال اجتماعيه المتبقيين هذا العام، مع خفض إضافي واحد فقط متوقع في عام 2026. 

بدوره، خفف رئيس البنك جيروم باول من التوقعات، مؤكدًا أن البنك المركزي لا يحتاج إلى التحرك بسرعة، رغم أن ذلك يمكن أن يتغير بسهولة.

وقال ريتشارد كوتشينوس من آر بي سي كابيتال ماركتس: "نحاول النظر في التقلبات التي حدثت خلال يوم أو يومين لمعرفة الاتجاهات الأساسية، وفي هذه الحالة، ما زلنا نتوقع ضعف الدولار الأمريكي"، في إشارة إلى توقعات بانخفاض أسعار الفائدة الأمريكية إلى 3% العام المقبل.

الأسواق الأوروبية

في أوروبا، نجح التجار في تقليص بعض مكاسب الدولار، مع استقرار اليورو عند 1.1825 دولار والجنيه الإسترليني عند ما يزيد قليلاً عن 1.36 دولار، بعد أن أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند 4% كما كان متوقعًا.

وقد ركزت الأسواق أيضًا على تصويت صناع السياسات 7-2 لإبطاء وتيرة التخلص من سندات الحكومة البريطانية التي تم شراؤها خلال الأزمة المالية وأزمة كوفيد، لتصل إلى 70 مليار جنيه إسترليني بدلًا من 100 مليار، بما يتماشى مع توقعات استطلاع رويترز.

وقال جيمس روسيتر من شركة تي دي للأوراق المالية: "خفض السندات لم يكن مفاجئًا، لكننا نتوقع الآن خفضًا آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قبل الميزانية الرئيسية المقررة في نوفمبر".

الأسواق الفرنسية

في الأسواق الفرنسية، تأثرت العقود المستقبلية في وول ستريت بارتفاع أسهم شركة إنتل بنسبة 30% في تداولات ما قبل السوق بعد إعلان إنفيديا استثمار 5 مليارات دولار في الشركة المتعثرة.

وبدأت أسواق السندات الأوروبية في التذبذب، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.08% والعائد لمدة عامين إلى 3.53%، فيما توقف العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات عند 2.69% رغم التركيز على الضغوط السياسية في فرنسا، حيث تجاوزت عائدات سنداتها مؤقتًا عائدات إيطاليا.

وشارك مئات الآلاف في احتجاجات مناهضة للتقشف في جميع أنحاء فرنسا اليوم الخميس، مطالبين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه الجديد سيباستيان ليكورنو بالاستجابة لغضبهم وإلغاء التخفيضات المخطط لها في الميزانية.

أسعار العملات

على صعيد العملات، ارتفع اليوان الصيني بعد أن أبقى البنك المركزي تكاليف الاقتراض لاتفاقيات إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام دون تغيير، بينما انخفض الدولار النيوزيلندي بعد بيانات تظهر انكماش الاقتصاد أكثر من المتوقع. 

وخفف الكرونة النرويجية من ارتفاعها الطفيف بعد خفض بنكها المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى، لكنها ظلت قرب أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات مقابل الدولار وأعلى مستوى لها منذ شهرين مقابل اليورو. كما انخفض الدولار الأسترالي من أعلى مستوى له خلال عام تقريبًا بعد بيانات سوق العمل الأضعف من المتوقع.

وفي أسواق السلع، تغلبت أسعار النفط على الانخفاض المبكر، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 0.4% إلى 68.25 دولار للبرميل، بينما ارتفع الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى 3670 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتراجع الدولار وطلب المستثمرين على الأصول الآمنة.