الدولار يهبط لأدنى مستوى في 4 سنوات أمام اليورو وسط توقعات بخفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 | 06:48 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
محمد شوشة

انخفض الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات مقابل اليورو، مع ترقب الأسواق لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة هذا الأسبوع، وسط تصاعد الرهانات على تبني البنك خفضًا جديدًا في الفائدة لدعم سوق العمل المتباطئ.

الدولار الأمريكي

ارتفع اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.1827 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021، فيما تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.6% إلى 96.787، وهو أدنى مستوى منذ 3 يوليو 2021.

وتعرض الدولار لموجة بيع جديدة مع تزايد التوقعات بأن الفيدرالي سيعلن غدًا الأربعاء خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بعد فترة من الاستقرار النسبي عقب تراجعات حادة في وقت سابق من العام، وتزامن ذلك مع تجدد دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المزيد من التيسير النقدي القوي، ما زاد الضغوط على العملة.

وقال كارل شاموتا، كبير استراتيجيي السوق في مؤسسة "كورباي": "يتم تداول الدولار بنبرة ثقيلة في جميع المجالات مع استعداد المستثمرين لرسالة حمائمية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، سواء من خلال نتائج التصويت، أو ملخص التوقعات الاقتصادية (مخطط النقاط)، أو المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس جيروم باول". 

وأضاف شاموتا أن الأسواق ترى أن الفيدرالي يتجه إلى تقليل مخاطر التضخم وإظهار تحيز واضح لدعم سوق العمل، الأمر الذي قد يفتح المجال أمام سلسلة من التخفيضات في الأشهر المقبلة.

بيانات اقتصادية متباينة

رغم أن بيانات وزارة التجارة الأمريكية الصادرة الاثنين أظهرت ارتفاع مبيعات التجزئة بأكثر من المتوقع في أغسطس، فإنها لم تُحدث أثرًا كبيرًا في تهدئة المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة مع استمرار ضعف سوق العمل وارتفاع أسعار السلع بسبب الرسوم الجمركية على الواردات.

وقال بريان جاكوبسن، كبير الاقتصاديين في شركة Annex Wealth Management: "شهدنا انتعاشًا في الإنفاق على خدمات الأغذية والمشروبات، إلى جانب قفزة في التسوق عبر الإنترنت، والمستهلك الأمريكي تعرض لضغوط، لكنه لم ينهَر بعد"، في إشارة إلى أن الإنفاق ما زال صامدًا نسبيًا رغم التحديات.

الجنيه الإسترليني والاقتصاد البريطاني

في بريطانيا، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.3653 دولار، وهو أعلى مستوى في أكثر من شهرين، بعد بيانات أظهرت تراجع عدد العاملين على قوائم الرواتب للشهر السابع على التوالي، إلى جانب تباطؤ نمو الأجور الأساسية في القطاع الخاص إلى 4.7% في الفترة بين مايو ويوليو، مقابل 4.8% في الأشهر الثلاثة حتى يونيو.

ويرى محللون أن هذه البيانات قد تخفف من مخاوف بنك إنجلترا بشأن الضغوط التضخمية، ما يعزز التوقعات بأن يبقي البنك المركزي البريطاني أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، بعد خفضها في أغسطس الماضي.

بيانات أوروبية وتحسن معنويات المستثمرين

في منطقة اليورو، تلقى اليورو دعمًا إضافيًا من بيانات أظهرت ارتفاع الإنتاج الصناعي في يوليو، ما عزز وجهة النظر بأن القطاع الصناعي لا يزال متماسكًا رغم التوترات التجارية، حتى وإن كان معدل النمو محدودًا.

كما كشف معهد ZEW للأبحاث عن ارتفاع غير متوقع في معنويات المستثمرين الألمان خلال سبتمبر، وهو ما يعكس تفاؤلًا حذرًا بشأن آفاق الاقتصاد الأوروبي.

تحركات في آسيا والعملات العالمية

في آسيا، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.5% ليصل إلى 146.76 ين، مع ترقب الأسواق لاجتماع بنك اليابان يوم الجمعة المقبل، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك سيبقي أسعار الفائدة عند مستوى 0.5% دون تغيير.

وتتزامن هذه التحركات مع السباق داخل الحزب الحاكم في اليابان لاختيار خلف لرئيس الوزراء المنتهية ولايته شيجيرو إيشيبا، حيث أعلن وزير الزراعة وكبير المتحدثين باسم الحكومة ترشحه لقيادة الحزب وتولي رئاسة الحكومة.

العملات الرقمية

وفي أسواق الأصول الرقمية، واصلت العملة المشفرة بيتكوين خسائرها للجلسة الرابعة على التوالي، متراجعة بنسبة 0.2% إلى 115,145 دولارًا، ما يعكس ضغوطًا متزايدة على العملات الرقمية في ظل تقلبات الأسواق العالمية.