شهدت دور العرض في مصر موسم صيف 2025 ارتفاعاً لافتاً في إجمالي الإيرادات، حيث بلغت حصيلة الأفلام المعروضة خلال الموسم نحو 526 مليون جنيه (حوالي 10.5 مليون دولار) حتى 11 سبتمبر 2025، وفقًا لـ "بلومبرج".
الرقم يمثل أعلى حصيلة في المواسم الثلاثة الأخيرة، متجاوزاً نتائج صيف 2024 وصيف 2023، لكنه يفتح تساؤلات حول أسباب هذا النمو وما إذا كان دالاً على زيادة حقيقية في الإقبال الجماهيري أم نتاج عوامل أخرى.
مقارنة بين المواسم الثلاثة الأخيرة
توضح أرقام المواسم الأخيرة أن الزيادة في الإيرادات لا ترتبط دائماً بعدد الأفلام المطروحة:
صيف 2023: عُرض 14 فيلماً، وبلغت الإيرادات نحو 400 مليون جنيه.
صيف 2024: تضاءل عدد الأعمال إلى 6 أفلام مثل «ولاد رزق 3.. القاضية» و«إكس مراتي»، لكن الإيرادات ارتفعت إلى نحو 430 مليون جنيه.
صيف 2025: عرض 9 أفلام وبلغت الحصيلة الإجمالية 526 مليون جنيه.
البيانات تشير إلى أن عامل العرض (عدد الأفلام) ليس العامل الوحيد المحرك للإيرادات، ما يوجه الأنظار إلى متغيرات أخرى مثل سياسة التسعير وفرضيات التسويق والتوزيع.
من تصدّر شباك التذاكر؟
احتلت أفلام محددة المراكز العليا في جدول الإيرادات على النحو التالي (حتى 11 سبتمبر 2025):
«المشروع X» — كريم عبد العزيز وياسمين صبري (إخراج بيتر ميمي): تقريباً 141.5 مليون جنيه.
«الشاطر» — أمير كرارة: 102 مليون جنيه (أول عمل لأمير كرارة يدخل «نادي المئة» في تاريخ مسيرته).
«ريستارت» — تامر حسني: 95.3 مليون جنيه.
«أحمد وأحمد» — أحمد السقا وأحمد فهمي: 70.2 مليون جنيه.
«روكي الغلابة» — دنيا سمير غانم: 53.4 مليون جنيه.
«درويش» — عمرو يوسف: 45.6 مليون جنيه.
«ماما وبابا» — ياسمين رئيس ومحمد عبد الرحمن: نحو 10 ملايين جنيه.
«في عز الضهر» — مينا مسعود وجميلة عوض: نحو 6 ملايين جنيه.
«ضي» — في ذيل القائمة بحوالي 2 مليون جنيه.
تُظهر الأرقام استمرارية تأثير أسماء كبيرة (نجوم ومخرجون معروفون) في جذب الجمهور وتحقيق حصص سوقية كبيرة.
ارتفاع الأسعار أم نمو الجمهور؟
المخرج والمنتج شريف مندور، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، يرى أن الزيادة في الإيرادات لا تعكس بالضرورة ارتفاعاً ملموساً في أعداد رواد السينما، وبحسب تصريحاته لـ "بلومبرج"، فإن: "السبب الرئيسي وراء ارتفاع الإيرادات هو تحريك أسعار التذاكر"، مشيراً إلى أن حجم المبيعات (عدد التذاكر المباعة) لم يسجل نمواً كبيراً مقارنة بالعامين السابقين.
تحديات المنتجين والموزعين
يشير مندور أيضاً إلى ضغوط متزايدة على المنتجين نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، في حين لا يتناسب الإقبال المحلي مع هذه الزيادة، مما يجعل السوق المحلي وحده غير كافٍ لاسترداد التكاليف وتحقيق أرباح مرضية، في هذا الإطار، بات السوق السعودي يُنظر إليه كـ«ملاذ» وتعويض ضروري لعجز العوائد المحلية، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية كقنوات توزيع بديلة.