قال يوسف الأخضر، مراسل اقتصاد الشرق مع بلومبرغ من الرباط، إن المغرب بدأ التفكير في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر منذ سنوات، لكن عام 2022 شكّل محطة حاسمة مع إطلاق الحكومة ما يُعرف بـ"عرض المغرب"، وهي سياسة وطنية تهدف إلى تشجيع الاستثمار في هذا المجال على امتداد سلسلة القيمة، بدءًا من إنتاج الكهرباء المتجددة وصولًا إلى الهيدروجين ومشتقاته.
وأضاف أن الهدف هو جعل المملكة ضمن أبرز الدول المؤهلة في هذا القطاع المستقبلي، مستفيدة من إمكاناتها الكبيرة في الطاقة المتجددة وشريطها الساحلي الطويل الذي يسمح باستخدام مياه البحر المحلاة في عملية الإنتاج.
وأوضح الأخضر أن المغرب يسعى لتلبية نحو 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، مع تركيز خاص على السوق الأوروبية بحكم القرب الجغرافي واتفاقيات التجارة الحرة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يستهدف إنتاج 10 ملايين طن واستيراد الكمية نفسها، وهو ما يمنح المغرب فرصة مهمة لتصدير جزء معتبر من إنتاجه.
لكن المراسل شدد على أن القطاع يواجه تحديات جادة، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج وضبابية الطلب العالمي، إضافة إلى صعوبة تمويل المشروعات الجديدة دون عقود شراء طويلة الأجل. وأكد أن المغرب يعتمد مقاربة حذرة لدراسة مشاريع أولية تقدر قيمتها بنحو 35 مليار دولار، بهدف ضمان نجاحها وتفادي الاندفاع غير المدروس، خصوصًا في ظل تجارب عالمية شهدت تراجعًا أو تعثرًا في بعض المشاريع.
وختم الأخضر بأن وجود لجنة حكومية مختصة لدراسة هذه الملفات يعكس رغبة الدولة في إرساء أسس متينة لهذا القطاع الواعد وضمان جدواه التجارية والاقتصادية قبل الانطلاق على نطاق واسع.