فضيحة مدوية في إثيوبيا.. وفاة 15 ألف شخص في موقع سد النهضة باعتراف رسمي


الخميس 04 سبتمبر 2025 | 04:42 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
إيهاب زيدان

كارثة إنسانية ارتكبتها إثيوبيا في الساعات الماضية، حيث كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن خطأ فادح ارتكبه وزير المياه والطاقة الإثيوبي هابتامو إيتيفا.

وفاة 15 ألف إثيوبي في بناء سد النهضة

وأوضح إبراهيم أن الوزير فضح بنفسه كارثة إنسانية ارتكبتها إثيوبيا، وذلك بإعلانه عن وفاة 15 ألف إثيوبي، أثناء عمليات بناء سد النهضة.

وزير إثيوبي استخدام فكرة التضحية ففضح بلاده

الباحث هاني إبراهيم أشار إلى أن الوزير الإثيوبي في محاولته لاستخدام فكرة التضحية الوطنية في الدعاية لسد النهضة، تحدث عن مصرع 15 ألف عامل، أثناء بناء السد، موضحًا أن حديث الوزير الإثيوبي دليل إدانة لإثيوبيا، لأن الرقم ضخم جدًا، والاعتراف به يؤكد تدني معايير السلامة في موقع السد، ويُعد مؤشر خطر للقادم بشأن إدارة إثيوبيا للسد، ويهدد الأمن المائي لمصر.

وقال الباحث في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم عن فضيحة سد النهضة: "يبدو أن الوزير الإثيوبي يحاول استخدام فكرة التضحية الوطنية في الدعاية للسد، بحديثه عن وفاة 15 ألف عامل أثناء بناء السد، لكن الحقيقة أن هذا دليل إدانة لإثيوبيا، لأن الرقم ضخم جدًا، والاعتراف به يؤكد تدني معايير السلامة في موقع السد، وبالتالي مؤشر خطر للقادم إذا كانت التكلفة البشرية لسد كانت بالأرقام فكيف نثق في إدارة إثيوبيا لسد يهدد الأمن المائي لمصر إذا كانت التكلفة البشرية خلال البناء ضخمة 15 ألف وفاة".

إثيوبيا تستفيد من النيل الأزرق

ونوه هاني إبراهيم إلى حديث وزير المياه الإثيوبي، قائلًا: "يقول الوزير الإثيوبي إن إثيوبيا لم تستفد من النيل الأزرق في السابق بسبب المؤامرات وهو قول غير صحيح ويتعارض مع الأرقام والواقع في مجال الطاقة الكهرومائية، توجد عدة محطات مثل تيس أباي 1 وتيس أباي 2 وفينشا وتانا بيلس وغيرها وبعضها بدأ العمل منذ عام 1964".

وتابع هاني إبراهيم: "في مجال الأغراض المتعددة من مياه الشرب والري والتعدين والكهرباء ومصايد الأسماك تضم إثيوبيا في حوض النيل الأزرق ما يقرب من 190 سدًا ما بين سدود صغيرة ومتوسطة".

وأوضح هاني إبراهيم أنه "في قطاع مياه الشرب في حوض النيل الأزرق حتى عام 2020 تضم شبكة مياه الشرب في حوض النيل الأزرق 2595 مركز توزيع مياه في القرى والمدن، من بينها 345 ينبوعا جوفيا، 101 صهريج مياه، 20 بئرا عميقا، 4 مضخات (Water Atlas of Abay Basin, 2020).

وأكمل هاني إبراهيم: "مؤخرًا في إقليم بني شنقول تم إضافة مضخة تخدم 15 ألف نسمة، بالإضافة إلى مشروع توفير مياه الشرب لمدينة كومبولشا، تعتمد على حفر 5 آبار مياه جوفية عميقة، وتكفي لعدد يفوق عدد سكان المدينة؛ ووفق التقارير في أديس زيمن، سوف تساهم تلك الإضافة في توفير احتياجات السكان من المياه حتى 2030، ومن المعلوم ان هناك قدرات جوفية ضخمة في إثيوبيا، والجميع يعلم أنها تصدر 100 ألف متر مكعب مياه إلى جيبوتي من خلال تدفق 28 بئرا فقط، في حوض نهر الأواش".

الوزير الإثيوبي يزيف الحقائق

كما كشف هاني إبراهيم زيف حديث الوزير الإثيوبي، قائلًا: "يقول الوزير إن بعد اكتمال السد على ماذا سوف نتفاوض إثيوبيا مع مصر والسودان، وهو قول يضم الكثير من التسطيح للأمر إذ أن التفاوض يتعلق بعملية ملء وتشغيل السد، وانتهاء الملء الحالي لا يعني أن السد لن يعاود الملء مرة أخرى، عقب سنوات الجفاف، كما أن تشغيل السد يعد الجزء الأخطر في العملية، وأمور أخرى تتعلق بتشغيل السد، وعليه فإن رد الوزير لا يعبر سوى عن آراء سطحية في تلك المسألة".

وأكد هاني إبراهيم أن "الوزير الإثيوبي رفض الإجابة عن سؤال كم عدد القادة الذين تم دعوتهم لحضور حفل السد الإثيوبي، المثير للجدل والذي يفتقد لأي شرعية قانونية، كما رفض الرد على سؤال أن إعلان المبادئ ينص على ضرورة التوصل لاتفاق نهائي للسد، واستخدم نفس الفقرة العاطفية بأن مصر تقوم بسدود، ولدينا الحق في سؤالهم لأن المياه تنبع من إثيوبيا، في رد عاطفي يتجاهل أن سدود المصب تختلف تمامًا عن مشروعات المنابع، والتي تؤثر على التدفق في اتجاه المصب".

وأكد هاني إبراهيم أن الوزير تناقض مع نفسه وقال إن إثيوبيا بصدد بناء مدينة سياحية في موقع السد، ويتم اختيار مواقع الصيد والترفيه".

وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بمشروعات السدود القادمة والتصريحات الأخيرة ومدى دقتها، رفض الوزير الإجابة، وقال إننا نركز على افتتاح السد والتنمية في إثيوبيا لن تضر المصريين، وأن النيل لنا جميعًا ولن تكون هيمنة على النيل".