قال الخبير التعليمي أحمد حافظ، إن الهجوم على البكالوريا ليس بالضرورة لكونه نظامًا سيئًا، بل لكونه نظامًا غير مفهوم، فالكثير من تفاصيله لا تزال غامضة للناس، رغم أن وزير التربية والتعليم وضع مؤخرًا النقاط على الحروف.
وأضاف "حافظ"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الإشعابي، ببرنامج "العلامة الكاملة"، المذاع على قناة "الشمس"، أن نظام البكالوريا يختلف عن الثانوية العامة في عدة نقاط جوهرية، أولها المدة الدراسية، حيث أنه نظام تراكمي يمتد لثلاث سنوات: سنة نقل (أولى بكالوريا) وسنتين شهادة (ثانية وثالثة بكالوريا)، فضلا عن عدد المواد، حيث يدرس الطالب في البكالوريا عددًا أقل من المواد، أولى بكالوريا: 6 مواد داخل المجموع و3 خارج المجموع، وثانية بكالوريا: 4 مواد أساسية (لجميع الطلاب)، وثالثة بكالوريا: مادتان فقط داخل المجموع.
وأوضح أنه بالمقارنة، يدرس طالب الثانوية العامة 11 مادة على مدار سنتين (ثانية وثالثة)، مما يجعل العبء المادي والتعليمي على الطالب وولي الأمر أقل في نظام البكالوريا، ولا تختلف مناهج أولى وثانية بكالوريا عن مناهج الثانوية العامة، والاختلاف الوحيد يكمن في مادتين "مستوى رفيع" في الصف الثالث بكالوريا، وهما مادتان أساسيتان يُضاف إليهما 20% فقط من المحتوى.
وأكد أن هناك تنسيقين مختلفين للقبول بالجامعات، تنسيق للبكالوريا وتنسيق للثانوية العامة، ولا يمكن أن يكون هناك تنسيق موحد، لاختلاف المجموع الكلي لكل منهما، فمجموع البكالوريا من 600 درجة، بينما مجموع الثانوية العامة من 320 درجة، كما أن البكالوريا شهادة تُحسب على سنتين، بينما الثانوية العامة شهادة تُحسب على سنة واحدة، وهذا الاختلاف الجوهري في المجموع وطريقة حساب الدرجات يجعل من المستحيل دمجهما في تنسيق واحد.
ولفت إلى أن البكالوريا ليست فكرة وزير بعينه، بل هي توجه عام للدولة يهدف إلى إلغاء "بعبع الثانوية العامة"، وهذا البعبع سببه أن مستقبل الطالب يتقرر بناءً على امتحان واحد فقط، قد يتعرض فيه الطالب لظروف نفسية أو صحية تؤثر على مستقبله بالكامل، ففي نظام البكالوريا، يتوفر للطالب محاولات متعددة للتحسين، فإذا حصل على 70% في الدور الأول، يمكنه خوض امتحان تحسين، وإذا حصل على 80%، تُحتسب له الدرجة الأعلى، وهذا يعطي الطالب فرصة ثانية وثالثة لتحسين مجموعه، عكس الثانوية العامة التي لا تمنح هذه الفرصة.
ونوه بأنه رغم المجهودات التي قامت بها الوزارة عبر الفيديوهات والمنشورات التوعوية، إلا أن الكثير من أولياء الأمور لا يزالون يجهلون تفاصيل البكالوريا، وأرجع ذلك إلى قصور المدارس في أداء دورها التوعوي، فبدلاً من شرح النظام لأولياء الأمور ومساعدتهم في الاختيار، يُمارس بعض المديرين نوعًا من الإجبار على نظام البكالوريا، رغم أن القانون يؤكد أنه نظام اختياري، مؤكدًا أن التوعية الصحيحة تبدأ من المدارس والإدارات التعليمية وصولاً إلى الإعلام والوزارة، لضمان فهم أولياء الأمور للنظام الجديد واتخاذ القرار المناسب لأبنائهم.