قال شريف النبوي، محلل أسواق المال العالمية، إن تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة تعكس تحولًا استراتيجيًا في موقف الفيدرالي الذي ظل طوال العامين الماضيين يركز على مكافحة التضخم فقط، دون إعطاء وزن كافٍ لضعف سوق العمل.
وأضاف النبوي في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن "باول أرسل رسالة واضحة بأن المخاطر على النمو والتوظيف أصبحت مساوية تقريبًا لمخاطر التضخم، ما يمهد لتحول نحو سياسة نقدية داعمة للنمو والاستثمار."
ورغم الانتقادات التي طالت الفيدرالي – وخاصة من الإدارة الأمريكية – بشأن تأخره في اتخاذ قرارات التيسير، شدد النبوي على أن البنك المركزي الأمريكي يتحرك وفقًا للبيانات، وليس تحت ضغوط التصريحات السياسية.
خفض الفائدة المرتقب في سبتمبر
وتوقع النبوي أن يبدأ الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، بنحو 25 إلى 50 نقطة أساس، مع احتمال خفض إضافي في ديسمبر، ما لم تظهر مفاجآت في بيانات التضخم أو سوق العمل. وأشار إلى أن "الأسواق تُسعّر هذا السيناريو حاليًا، وكل المؤشرات تقود إلى بداية دورة خفض جديدة".
فرص للأسواق الناشئة... والذهب في المقدمة
وفيما يخص تأثير هذا التحول على الأسواق العالمية، أوضح النبوي أن أي تيسير في السياسة النقدية الأمريكية سيكون في صالح الأسواق الناشئة، نتيجة ضعف الدولار وزيادة شهية المستثمرين تجاه المخاطر، كما توقع أن يشهد الذهب ارتفاعًا كونه يستفيد من تراجع قيمة الدولار.
وبالنسبة للنفط، لفت إلى أنه "قد يواجه وضعًا أكثر تعقيدًا، لأنه يتأثر ليس فقط بسعر الدولار ولكن أيضًا بالطلب العالمي، الذي لا يزال هشًا."
تحذير من التفاؤل المفرط
رغم الإشارات الإيجابية، حذر النبوي من الإفراط في التفاؤل، مؤكدًا أن الفيدرالي قد يعيد النظر في قراراته حال صدور بيانات مفاجئة، خاصة إذا ما ارتفعت معدلات التضخم مجددًا.