أعلنت الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية أن موجة الحر التي اجتاحت البلاد خلال شهر أغسطس الجاري لمدة 16 يوماً متواصلاً، تُعد «الأقسى على الإطلاق» منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في إسبانيا.
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن هذه الموجة كسرت الأرقام القياسية السابقة، ورفعت متوسط درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة.
موجة حر غير مسبوقة
وبحسب الوكالة، فقد امتدت الموجة بين 3 و18 أغسطس، وسجلت خلالها درجات حرارة تجاوزت الرقم القياسي السابق المسجل في صيف 2022، إذ ارتفع المتوسط بمقدار 4.6 درجات مئوية مقارنة بموجات الحر السابقة. وأكدت الوكالة عبر منصتها على "إكس" أن هذه الموجة تمثل سابقة تاريخية في شدة الحر وطول مدته.
حرائق الغابات تتفاقم
ساهمت درجات الحرارة المرتفعة بشكل مباشر في زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، خاصة في شمال وغرب البلاد، حيث تواصل النيران التهام مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية. وأفادت تقديرات معهد كارلوس الثالث للصحة بأن الموجة ارتبطت بأكثر من 1,100 حالة وفاة، ما يعكس تأثيرها المباشر على الصحة العامة.
الأشد منذ 75 عاماً
أوضحت الوكالة أن الفترة الممتدة من 8 إلى 17 أغسطس كانت الأكثر حرارة بشكل متواصل في إسبانيا منذ عام 1950، أي منذ ما يقارب 75 عاماً. وأضافت أن هذا الصيف يمثل نموذجاً واضحاً للتغير المناخي الذي يجعل مواسم الصيف الحالية أكثر قسوة مقارنة بالعقود الماضية.
تغير المناخ.. الخطر الأكبر
منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1975، شهدت إسبانيا 77 موجة حر، من بينها ست موجات تجاوزت المتوسط بـ4 درجات مئوية أو أكثر، خمس منها سُجلت منذ عام 2019 فقط.
ويرى العلماء أن هذه الظاهرة تؤكد تأثير التغير المناخي، الذي يؤدي إلى زيادة شدة وتكرار موجات الحر حول العالم.
وحذرت الوكالة من أن "ليس كل صيف سيكون بالضرورة أكثر حرارة من الذي يسبقه، لكن الاتجاه العام يوضح بجلاء أننا نتجه نحو صيف أكثر تطرفاً"، مؤكدة على أهمية التكيف مع التغيرات المناخية والعمل على التخفيف من آثارها في المستقبل.