سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا اليوم الجمعة، ليبقى قريبًا من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية، مع تقليص المستثمرين رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة تزامنًا مع خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة جاكسون هول.
الدولار الأمريكي
تراجع كل من اليورو والجنيه الإسترليني إلى أضعف مستوياتهما منذ أوائل أغسطس، ليستقر الأول عند 1.1609 دولار والثاني عند 1.3414 دولار، في المقابل، صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 98.72، متجهًا لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 0.9%، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين.
ورغم أن مؤشرات ضعف سوق العمل الأمريكي عززت الآمال في خفض تكاليف الاقتراض الشهر المقبل، إلا أن هذه التوقعات تراجعت بفعل بيانات اقتصادية تشير إلى استمرار مخاطر التضخم، إلى جانب تصريحات حذرة من جانب صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي.
ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، يقوم المتداولون حاليًا بتسعير فرصة تقل قليلًا عن 70% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مقارنة بـ75% في اليوم السابق.
خفض أسعار الفائدة الأمريكية
قالت جين فولي، رئيسة استراتيجية النقد الأجنبي في رابوبانك: "لقد كان الدولار يعكس خطر تمسّك باول بموقفه وزيادة حذره"، فيما بدا مسؤولو الفيدرالي الخميس أكثر فتورًا تجاه خفض الفائدة الشهر المقبل، ما يزيد من أهمية كلمة باول.
وفي هذا السياق، أقر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولسبي، بأن الاجتماع المقبل سيكون مباشرًا، وقد يشهد تغييرات في سياسة الفائدة، مشيرًا إلى أن البيانات الاقتصادية المختلطة والتضخم المرتفع بشكل غير متوقع يدفعانه إلى التريث.
عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين
على صعيد السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين – الأكثر تأثرًا بتوقعات الفائدة – إلى 3.80% بعد إضافة خمس نقاط أساس في الجلسة السابقة، بينما تتحرك أسعار السندات في الاتجاه المعاكس للعوائد.
وأظهرت البيانات انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.3% في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، مع تراجع الطلب الأمريكي بعد فترة من الشراء المكثف تحسبًا للتعريفات الجمركية.
وعلّق كارستن برزيسكي، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في ING للأبحاث، قائلًا: "بينما تبدو الأسواق المالية غير مبالية بإعلانات الرسوم الجمركية، فإن آثارها السلبية على الاقتصادات ستظهر تدريجيًا بمرور الوقت".
الرسوم الجمركية الأمريكية
أشار برزيسكي إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى جانب قوة اليورو أمام عملات متعددة، تزيد من صعوبة تعافي الاقتصاد الألماني مما وصفه بركود لا نهاية له على ما يبدو خلال النصف الثاني من العام.
يُذكر أن اليورو ارتفع بنسبة 12% منذ بداية العام مقابل الدولار، مستفيدًا من تراجع العملة الأمريكية.
وفي المقابل، رأى محللو BofA Global Research أن الدولار قد يسجل بعض المكاسب على المدى القصير قبل خطاب باول، إلا أنهم أبقوا على نظرة سلبية عامة تجاه العملة الخضراء وسط تنامي مخاطر الركود التضخمي في الولايات المتحدة.
أما الين الياباني، فقد تراجع بنسبة 0.16% أمام الدولار، بينما صعدت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عامًا إلى مستويات مرتفعة جديدة، ولامست عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى لها منذ 17 عامًا، بدعم من بيانات التضخم الأساسية التي عززت توقعات رفع الفائدة من قبل بنك اليابان في الأشهر المقبلة.