ارتفعت أسعار النفط العالمية، اليوم الإثنين، مع ترقب المستثمرين للاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك بعد القمة الأمريكية الروسية غير الحاسمة التي عُقدت في ولاية ألاسكا يوم الجمعة الماضي.
أسعار النفط العالمية
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 34 سنتًا أو ما يعادل 0.52% لتصل إلى 66.19 دولارًا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 38 سنتًا أو بنسبة 0.61% ليسجل 63.18 دولارًا للبرميل، ويأتي ذلك بعد أن تراجع خام برنت الأسبوع الماضي بنسبة 1.1%، فيما انخفض خام غرب تكساس بنسبة 1.7%.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبيل لقائه مع ترامب، إنه مستعد للعمل على إنهاء الحرب مع روسيا، وسط توقعات بأن يواجه ضغوطًا للقبول بشروط تصب في مصلحة موسكو.
ويتابع المستثمرون تداعيات هذا الملف على أسواق الطاقة، مع احتمالات فرض عقوبات جديدة أو اتخاذ خطوات نحو تسوية سياسية.
وفي هذا السياق، أوضح فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز"، أن السوق يشهد حالة من الحماسة المضاربية، لافتًا إلى أن المتعاملين يتبنون رؤية متشائمة بشأن الأسعار، سواء نتيجة توقعاتهم بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو اعتقادهم أن ترامب لن يمضي في تشديد العقوبات على موسكو.
وكان ترامب قد طالب أوكرانيا، في تصريحات الإثنين، بالتخلي عن آمالها في استعادة شبه جزيرة القرم أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما يعكس توافقًا متزايدًا مع موسكو بشأن السعي إلى اتفاق سلام بدلاً من وقف إطلاق النار بشكل فوري، وذلك في أعقاب قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي لم تسفر عن اختراق ملموس في مسار الحرب.
في المقابل، أثارت تصريحات المستشار التجاري للبيت الأبيض، بيتر نافارو، جدلاً واسعًا بعدما قال إن مشتريات الهند من النفط الخام الروسي تمثل مصدر تمويل رئيسي لحرب موسكو في أوكرانيا، داعيًا إلى وقف هذه المعاملات.
وأضاف أن الهند تحولت إلى مركز عالمي لتبادل النفط الروسي، حيث تعيد تصدير الخام المحظور في صورة منتجات عالية القيمة، مما يمنح موسكو التدفقات الدولارية التي تحتاجها.
وربطت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة الوساطة "فيليب نوفا"، بين التصريحات الأمريكية الحادة بشأن واردات الهند من الخام الروسي وتأجيل المفاوضات التجارية، مؤكدة أن ذلك يعيد إحياء المخاوف من أن تظل إمدادات الطاقة عرضة للتوترات الدبلوماسية والتجارية، حتى مع تحسن نسبي في آفاق السلام بأوكرانيا.
وبالتوازي مع التطورات الجيوسياسية، يراقب المستثمرون عن كثب تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال اجتماع "جاكسون هول" هذا الأسبوع، بحثًا عن إشارات حول اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية وانعكاساتها على أسواق الطاقة.