انهيار أسعار البطاريات عالمياً يجعل الطاقة الشمسية متاحة على مدار الساعة


الجريدة العقارية الخميس 11 ديسمبر 2025 | 04:30 مساءً
الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية
محمد عاطف

أظهر تحليل جديد صادر عن مؤسسة "إمبر" (Ember) المتخصصة في أبحاث الطاقة النظيفة أن الانخفاض الكبير في أسعار البطاريات العالمية يعزز قدرة الدول على استخدام الطاقة الشمسية حتى بعد غروب الشمس، مما يفتح الباب أمام توسع غير مسبوق في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

وبحسب التقرير، تراجعت تكلفة تصنيع البطاريات الضخمة المخصّصة للمرافق الكهربائية بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، مسجّلة انخفاضاً بنسبة 40% في عام 2024 وحده، مع توقعات بمزيد من التراجع خلال الفترة المقبلة.

تكلفة تخزين الطاقة الشمسية تهبط إلى مستوى منافس للوقود الأحفوري

أسهم هذا الانخفاض الحاد في تقليص كلفة تخزين الطاقة الشمسية إلى 76 دولاراً لكل ميغاواط/ساعة، وهو مستوى يجعلها منافسة لتكلفة إنتاج الكهرباء من مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة، مع ميزة إضافية تتمثل في إمكانية استخدام الطاقة المخزنة في أي وقت.

واعتمد التقرير على بيانات من مزادات شراء الطاقة في كلٍّ من إيطاليا، السعودية، الهند، إضافة إلى معلومات من مطورين في أسواق أخرى حول العالم.

الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة يضغط على شبكات الكهرباء

جاء هذا التطور في وقت تحقق فيه عدة دول أرقاماً قياسية في قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الأمر الذي يفرض تحديات على الشبكات الكهربائية ويجبرها أحياناً على خفض الاعتماد على هذه المصادر تجنباً لعدم الاستقرار في الإمدادات.

ويرى التقرير أن انخفاض تكاليف التخزين يمثل عاملًا محوريًا للدول النامية ذات الانبعاثات المرتفعة، التي غالبًا ما تجد الوقود الأحفوري خياراً أرخص، لكنه لم يعد الخيار الاقتصادي الأكثر جدوى مع تراجع أسعار البطاريات.

بطاريات أرخص تغيّر قواعد اللعبة في قطاع الكهرباء

تقول كوستانتسا رانجيلوفا، محللة الكهرباء العالمية لدى "إمبر": "لم تعد الطاقة الشمسية مجرد كهرباء رخيصة خلال النهار، بل أصبحت كهرباء يمكن الاعتماد عليها في أي وقت. هذا التطور يغير قواعد اللعبة للدول التي تشهد نمواً سريعاً في الطلب وتمتلك موارد شمسية قوية".

إلى جانب ذلك، تتراجع أسعار البطاريات الصغيرة بفعل فائض الإنتاج العالمي واشتداد المنافسة، إضافة إلى التحول المستمر نحو بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم منخفضة الكلفة. وتشير أحدث توقعات "بلومبرج إن إي إف" إلى أن استمرار هذا الاتجاه سيُسرّع انتشار المركبات الكهربائية ويدعم توسع محطات التخزين الكبرى.