سجّلت أسهم شركة "إنتل" ارتفاعًا بنسبة 3% خلال تداولات يوم الجمعة، مدفوعة بتقارير أشارت إلى احتمال حصول الشركة على دعم مالي من الحكومة الأمريكية، في محاولة لإنقاذ أعمالها المتعثرة في قطاع صناعة الرقائق.
اجتماع رفيع المستوى مع ترامب
التقارير الإعلامية، التي نقلتها وكالة "رويترز"، أفادت بأن الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، ليب بو تان، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الإثنين الماضي، وسط توترات سياسية وتجارية، إذ طالب ترامب في وقت سابق باستقالة "تان" على خلفية ما وصفه بـ"علاقات متضاربة" مع شركات صينية.
دعم مشابه لاتفاقات سابقة
وتأتي هذه الأنباء بعد تحرك سابق من إدارة ترامب للاستثمار في قطاع التكنولوجيا الأميركية، مثل صفقة وزارة الدفاع مع شركة "إم بي ماتريالز"، التي جعلت الحكومة أكبر مساهم في شركة متخصصة بإنتاج العناصر الأرضية النادرة.
أمل في إنقاذ الأعمال الخاسرة
يرى محللون أن ضخ أموال في إنتل من قبل الحكومة الفيدرالية قد يمنحها فرصة إضافية لإعادة هيكلة مصانعها المتعثرة، إلا أن الشركة لا تزال تعاني من ضعف في خارطة منتجاتها، وتواجه صعوبة في جذب عملاء جدد إلى مصانعها التي ما زالت قيد الإنشاء.
تراجع في الطموحات الصناعية
إنتل كانت من أبرز المستفيدين من "قانون الرقائق" الذي أُقر عام 2022 خلال إدارة بايدن، حيث وضعت حينها خططًا طموحة لتوسيع بنيتها التصنيعية تحت قيادة الرئيس التنفيذي السابق بات غيلسنجر. لكن خلفه، ليب بو تان، قرر تقليص هذه الخطط وأبطأ وتيرة بناء مصانع جديدة، مثل مشروع مصنع أوهايو، الذي تأخر إنجازه وكان من المتوقع أن يكتمل بحلول عام 2030.
صدام محتمل مع رؤية ترامب
التوجه الجديد لإنتل ببناء مصانع فقط عند توفر طلب فعلي قد يتعارض مع سياسة ترامب التي تدفع نحو تسريع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج، ما قد يُعقّد العلاقة بين الإدارة الأميركية والشركة في حال استمرار هذا النهج.
تقييمات متحفظة من المحللين
وصف مات بريتزمان، كبير المحللين في شركة "هارغريفز لانزداون"، الصفقة المحتملة بأنها قد تكون "نقطة تحول"، لكنه نبّه إلى أن الدعم الحكومي لا يكفي لحل المشكلات الهيكلية التي تعاني منها الشركة، وعلى رأسها تراجع قدرتها التنافسية.
فقدان الريادة في الأسواق الحيوية
منذ سنوات، خسرت إنتل مكانتها الريادية لصالح منافستها التايوانية "TSMC"، كما أنها لم تتمكن من اقتحام سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، الذي تسيطر عليه "إنفيديا". كذلك، تفقد الشركة حصصًا كبيرة من سوق الحواسيب ومراكز البيانات أمام "AMD".
مشكلات في خطوط الإنتاج
ووفقًا لرويترز، تواجه إنتل تحديات في عمليات التصنيع الخاصة بها، وخاصة الجيل 18A، حيث تُظهر التقارير أن نسبة كبيرة من الرقائق المنتجة لا تفي بمعايير الجودة المطلوبة من العملاء. وما يزيد الطين بلة أن إنتل لا تزال تعتمد جزئيًا على "TSMC" لتصنيع رقائق قامت بتصميمها داخليًا.
تساؤلات حول قدرة الحكومة على الإنقاذ
وفي تقييم حاد من محللي "بيرنستين"، جرى التشكيك في قدرة الدعم الحكومي على تعويض النقص الفني في الشركة، معتبرين أن استمرار إنتل دون خطة تصنيع متماسكة سيجعل أي استثمار كبير بمثابة "إحراق لمليارات الدولارات" دون جدوى حقيقية.