في سياق الحديث عن قانون الإيجار القديم قبل تعديله، وصف الشيخ خالد الجندي هذا القانون بـ"المجحف"، مؤكدًا أنه كان لا يراعي حق المالك في استرداد ملكه بعد مدة محددة، موضحًا أن التعديل الذي جرى مؤخرًا على القانون جاء لرفع الظلم وتحقيق التوازن بين المالك والمستأجر، مشيرًا إلى أنه طبّق بنفسه مبدأ العدالة في الإيجار على حياته الشخصية.
وأضاف خالد الجندي، في حلقة اليوم السبت من برنامجه "لعلهم يفقهون"، قائلاً: "كنت أسكن في شارع الألفي في الحلمية الجديدة، في بيت رجل طيب اسمه الحاج عيد عاشور – رحمه الله وأحسن إليه. وُلدت في هذا البيت المبارك وسط ناس طيبين، لم أرَ منهم إلا الخير، ونشأت فيه، وحياتي بالكامل مرتبطة بذكرياتي فيه. بعد ذلك سكنت في نحو 30 مكانًا، لكنني لا أرى في المنام إلا هذا البيت، فهو الراعي الرسمي لمناماتي، البيت الذي شهد طفولتي ولعبي مع إخوتي، وشهد بداية الأسرة، الأم والأب والإخوة".
وتابع خالد الجندي حديثه، قائلاً: "ثم دارت دائرة الزمان، وتوفيت الأم التي كانت رابط الأسرة، وتفرّق الإخوة، وبقيت أنا وحدي في البيت. وكان البيت إيجارًا عند الحاج عيد عاشور كما ذكرت. ظللت فيه حتى تزوجت وانتقلت إلى شقة في السيدة زينب، ثم إلى أماكن أخرى.. والشقة التي نشأت فيها كانت إيجارها ثلاثة جنيهات ونصف، قلت لنفسي: ما المانع أن أغلقها وأحتفظ بها، فالمبلغ زهيد، والعقد إجباري، والحاج عيد عاشور لم يكن يريد أن يأخذ الإيجار مني".
وأضاف خالد الجندي قائلاً: "لكنني قرأت قول الله تعالى: (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج، فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين. قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل)، فهمت أن العلاقة الإيجارية لها مدة زمنية، وليست مفتوحة وأبدية كما كان في القانون الأول قبل تعديله، فأخذت العقد وذهبت إلى الحاج عيد – رحمه الله – وقلت له: تفضل عقدك، وكانت الشقة في أفضل حالاتها، ولم آخذ منها شيئًا، لا أبيض ولا أسود، إنما أخذت دعوة كريمة من الرجل، ألقى الله بها يوم القيامة".
البعض يقول: إذا وسّع الله عليك، فما حال من لم تتسع عليه الدنيا؟ أقول: لا ينبغي أن نعاقب المالك بسبب ظروفنا المادية، فالمالك سيظل مالكًا، والله سبحانه وتعالى هو الذي ملكه، ولا يجوز أن أنازع الله في ملكه، ولا ضرر ولا ضرار، فالضرر يُزال".

