في تصريح هو الأول من نوعه لمسؤول اسكتلندي رفيع، وصف جون سويني، رئيس وزراء اسكتلندا، ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية"، لينضم بذلك إلى أصوات متصاعدة في المملكة المتحدة تُدين العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصفها بأنها تتجاوز حدود القانون الدولي والإنساني.
جاءت تصريحات سويني خلال مشاركته في فعالية ثقافية ضمن مهرجان "إدنبرة فرينج"، والتي شهدت احتجاجات قوية من نشطاء مؤيدين لفلسطين، رفعوا لافتات وهتفوا بشعارات منددة بما وصفوه بـ"الصمت الدولي" تجاه الجرائم المرتكبة في غزة.
وقال سويني أمام الصحفيين عقب الفعالية: "من الواضح تماماً أن ما يحدث في فلسطين هو إبادة جماعية. لقد اطلعت على تقارير عن فظائع مروعة، وهذا رأيي بكل وضوح".
وأضاف: "لا يمكن إنكار حجم الدمار والمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون، وهذه الأفعال تتطابق مع تعريف الإبادة الجماعية."
تصريحات رئيس وزراء اسكتلندا جاءت عقب ضغوط متنامية داخل الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)، خصوصًا من أعضاء في البرلمانين البريطاني والاسكتلندي. وكان ستيفن فلين، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ويستمنستر، قد دعا مؤخرًا الحكومة البريطانية للاعتراف رسميًا بأن ما يحدث في غزة يرتقي إلى مستوى "الإبادة الجماعية".
وكانت ميشيل أونيل، الوزيرة الأولى في أيرلندا الشمالية، قد سبقت سويني في يوليو الماضي، عندما وصفت أفعال إسرائيل في غزة بأنها "إرهاب دولة" و"إبادة جماعية".
وفي سياق متصل، واجهت الحكومة الاسكتلندية انتقادات حادة بشأن تمويل برامج تدريبية لدى شركات تعمل في الصناعات الدفاعية. ورغم نفيها تمويل إنتاج السلاح بشكل مباشر، أكدت الحكومة أن برامج التمويل تخضع لأعلى معايير التدقيق، وتهدف إلى تشجيع هذه الشركات على تنويع أنشطتها التجارية بعيدًا عن الصناعات العسكرية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد أعداد الضحايا الفلسطينيين، حيث أشارت بيانات أممية إلى مقتل أكثر من 1350 شخصًا منذ مايو الماضي خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات إنسانية، فضلًا عن سقوط عشرات الضحايا في الأيام القليلة الماضية قبيل زيارة المبعوث الأميركي إلى المنطقة.
منظمات حقوقية دولية، من بينها "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"، أعادت توجيه الاتهام إلى إسرائيل، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ"الإبادة الممنهجة" ضد المدنيين في غزة.