شهدت الأسواق المالية في الهند تراجعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الأول من أغسطس، متأثرة بمجموعة من العوامل الخارجية والداخلية، أبرزها الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، وتزايد عمليات البيع من قبل المستثمرين الأجانب.
مؤشر "سينسكس" يتراجع بـ600 نقطة
انخفض المؤشر الهندي الرئيسي "سينسكس" بأكثر من 600 نقطة خلال الأسبوع، في حين هبط مؤشر "نيفتي" إلى ما دون مستوى 24,600 نقطة، مسجلاً أدنى إغلاق له في شهرين. وجاء هذا التراجع في ظل موجة بيع واسعة شملت معظم القطاعات المدرجة في السوق.
رسوم أمريكية جديدة تزيد الضغوط على السوق
أرجع محللون هذا التراجع إلى فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على بعض الصادرات الهندية، وهو ما أثار مخاوف من تداعيات تجارية أوسع، رغم أن السلع المستهدفة مثل المجوهرات والجلود والمنسوجات ليست من المكونات الأساسية لمؤشرات السوق الهندي.
تحول المستثمرين إلى الأسهم الدفاعية
قال فينود ناير، رئيس الأبحاث في شركة جيوجيت للاستثمارات، إن السوق ظل يتأرجح بين "تفاؤل حذر وتموضع دفاعي"، لكنه أنهى الأسبوع في المنطقة الحمراء نتيجة استمرار التدفقات البيعية من قبل المستثمرين الأجانب.
وأشار إلى أن المستثمرين اتجهوا نحو الأسهم الدفاعية المحلية، وخاصة شركات السلع الاستهلاكية الأساسية، التي حافظت على جاذبيتها بفضل تقييماتها المعقولة وقدرتها على الصمود أمام الصدمات الاقتصادية الخارجية.
أسهم السلع الاستهلاكية تنتعش
شهدت أسهم شركات مثل هندوستان يونيليفر ودابور إنديا وإيمامي ارتفاعات قوية بعد إعلان نتائج مالية إيجابية للربع الأول، ما ساهم في صعود مؤشر "نيفتي FMCG" بنحو 1%.
في المقابل، سجلت قطاعات السيارات والمعادن وتكنولوجيا المعلومات والأدوية تراجعاً تراوح بين 2% و3%، متأثرة بالمخاوف من السياسة التجارية الأميركية.
"نيفتي" يسجّل قمماً وقيعاناً هابطة
من الناحية الفنية، شكّل مؤشر "نيفتي" شمعة هابطة على الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية، ليستمر في تسجيل قيعان أدنى وقمم أدنى للأسبوع الرابع على التوالي.
وحذر محللون في شركة موتيلا لوسوال من أن استمرار التداول دون مستوى 24,600 نقطة قد يدفع المؤشر إلى مستويات 24,442 و24,250 نقطة، بينما تحوّلت مستويات 24,800 و24,950 نقطة إلى مناطق مقاومة فنية.
أسهم "تاتا" تتراجع بعد إعلان تسريح موظفين
تعرضت أسهم شركة تاتا للخدمات الاستشارية لخسائر بنسبة 5% خلال الأسبوع، عقب إعلان نيتها تسريح حوالي 12,200 موظف خلال السنة المالية 2026، ما أثار قلق المستثمرين بشأن مستقبل قطاع تكنولوجيا المعلومات.
توتر عالمي بفعل قرارات جمركية أمريكية جديدة
تأثرت الأسواق العالمية أيضاً بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً لفرض رسوم جمركية "متبادلة" على عدة دول، تتراوح نسبتها بين 10% و41%، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال أسبوع، مما أثار مخاوف من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته للنمو العالمي
في المقابل، جاء بعض التفاؤل من تقرير صندوق النقد الدولي الذي رفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 3%، بزيادة 0.2 نقطة مئوية مقارنة بتقديرات أبريل، ما قد يُخفف من حدة المخاوف على المدى المتوسط.